ولد المقاوم حرمة بن أحمد محمودي، صاحب بطاقة المقاومة عدد 528.115 بمدينة خنيفرة حوالي سنة ,1931 وقد نشأ وترعرع وسط أسرة فلاحية كانت تشتغل بالزراعة وتربية الماشية، ولما بلغ سن الرشد انخرط ضمن صفوف قدماء المحاربين بمدينة ميدلت سنة ,1952 حيث شارك إلى جانب الجيوش الفرنسية في عدة معارك خاضتها بالهند الصينية، أو ما يعرف في الوسط الشعبي بلاندوشي، وما أن عاد من الهند الصينية في بداية سنة 1955 إلى فرنسا حتى فكر في الفرار من الجيش الفرنسي والانضمام إلى صفوف جيش التحرير، حيث طلب من القوات الفرنسية منحه إجازة سنوية، وبالفعل عاد إلى المغرب، وهكذا اتصل بالبقالي رحمه الله، وهو أحد أقطاب رجال المقاومة بالأطلس المتوسط وطلب منه الانضمام إلى صفوف جيش التحرير، فطلب منه المجاهد البقالي أن يجلب معه بعض الأسلحة مادام جنديا في الجيش الفرنسي، وقد ضرب الاثنان لقاء بمدينة خنيفرة عند المسمى أبو علي عبد العظيم، وبالفعل جاء المقاوم محمودي حرمة ومعه (3 بنادق ورشاشين) وقد كان على علم بهذه العملية السيد عبد السلام بن عتابو، الذي كان يشتغل آنذاك برتبة نفيب أجودان بالجيش الفرنسي بمكناس، بعد ذلك انخرط وتابع المقاوم المذكور عمله ضمن صفوف جيش التحرير بكل مناطق جنان أماس، عين اللوح، إدزر، كروشن، حيث تعرض بهذه المنطقة الأخيرة إلى عدة جروح في رأسه وهو يقوم رفقة مجموعة من المقاومين بالهجوم على مكتب غابوي كان تابعا للسلطات الفرنسية، حيث إن حارس المكتب، وعندما شعر بالمداهمة ألقى بقذيفة أصابت إحدى شظاياها حرمة بن أحمد محمودي، وبعد تلقيه للعلاجات اللازمة، تابع المقاوم المذكور عمله الوطني إلى أن نال المغرب استقلاله. وبعد انضمام صفوف جيش التحرير إلى القوات المسلحة الملكية تابع المقاوم محمودي حرمة عمله بها حيث تنقل بين مناطق أكادير ونواحي ورزازات إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1977 وهو الآن يعيش بمدينة زاوية الشيخ إقليمبني ملال.