ولد المقاوم المرحوم سيدي عقا بن سعيد النوري بقبيلة أيت سغروشن، فخدة أيت يوسف، إقليم بولمان حوالي سنة 1912م، وقد نشأ وترعرع وسط أسرة محافظة كانت تشتغل بالزراعة وتربية الماشية. ولعل من الأسباب المباشرة التي جعلته ينضم إلى الحركة الوطنية أن السلطات الفرنسية اغتالت عائلته كما اغتصبت أراضيها وممتلكاتها، حيث عاش هذا الحدث الأليم منذ صغر سنه، فاضطر إلى الرحيل إلى واويزغت، ومنها إلى أيت عتاب، دائرة أزيلال (إقليمبني ملال آنذاك)، وهناك اشتغل مخزنيا. وبعد مدة استقال من منصبه وزاول عمله سائقا، ليتفرغ للدفاع عن القضية الوطنية. مما مكنه من مساعدة و تزويد رجال الحركة الوطنية بالمعلومات والأسرار نضالا عن الاستقلال بكل صدق وأمانة. وكان رحمه الله من الأعضاء النشطين في الحركة الوطنية. وبسبب جهاده ونضاله هذا اعتقلته السلطات الفرنسية، وقضى سنتين بسجن تنانت بإقليمبني ملال آنذاك بتهمة التحريض والإخلال بالأمن (ما وصفه المعمر بتكوين عصابة إجرامية) وبعد خروجه من السجن استقر ببني ملال، حيث تابع عمله الوطني بكل إخلاص وتفان، إذ كان همه الوحيد وشغله الشاغل هو الدفاع عن عزة هذا الوطن وكرامته تحت القيادة الرشيدة للعرش العلوي المجيد. وقد توالت أعماله النضالية وعلاقته القوية بكل من المقاوم بن مولود شحتي ببني ملال وعبد القادر المعروف بالموسطاج، الذي كان يشتغل سائقا لحافلة كطالا، التي كانت تربط بين الدارالبيضاءوبني ملال بحيث يعتبر المقاوم المرحوم سيدي عقا من الأوائل الذين أسسوا الحركة الوطنية بمنطقة بني ملال والنواحي، بل كان يعتبر عروتها بين السهل والجبل، لما كانت له من علاقات مع بعض أقطاب الحركة الوطنية خارج منطقة بني ملال، كإموزار مرموشة، نذكر منهم القائد ميمون أعقا. ويمكن تلخيص بعض الأعمال الفدائية التي قام بها المرحوم النوري سيدي عقا في التخطيط للعمليات الفدائية و زرع القنابل ببعض الأماكن الفرنسية وتوزيع الأسلحة على الفدائيين. ونتيجة لهذه الأعمال التي قام بها تم اعتقاله من جديد، حيث زج به داخل سجن اغبيلة بالدارالبيضاء حيث ذاق كل أنواع التعذيب والتنكيل من السلطات الفرنسية، ولم يطلق سراحه إلا بعد عودة المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن حاملا معه لواء الحرية والاستقلال. وطيلة فترة الاستقلال ظل المقاوم المرحوم مخلصا للوطن والعرش، كما ظل يعاني من بعض الأمراض المزمنة التي لحقت به جراء سجنه. وقد وافته المنية بمدينة بني ملال سنة 1981 عن سن تناهز 69 سنة. علما أن هذا المقاوم تم تكريمه في الآونة الأخيرة من لدن المندوبية السامية والمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير جزاء له عن الدور الذي قام به إبان فترة الكفاح الوطني .