أرجأت الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء، خلال الدورة العادية الثانية للمجلس العلمي الأعلى، المنعقدة بالرباط يومي ثالث ورابع دجنبر الحالي، النظر في الفتاوى المعروضة عليها إلى حين استيفاء النظر فيها من جميع النواحي. وكانت الهيئة قد قدمت يوم الجمعة 21 أكتوبر 2005 أمام جلالة الملك محمد السادس، الجواب حول أصل المصلحة المرسلة في علاقتها بقضايا تدبير الشأن العام وملاءمته مع هدي الشريعة المطهرة. وقد دعا البيان الصادر عن الدورة العادية، في ثاني لقاء للمجلس العلمي الأعلى، إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام واستثمار الوسائط، التي أحدثتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، القناة الفضائية السادسة والموقع الإلكتروني للوزارة) للإسهام في الحياة العامة أخلاقيا وصحيا واجتماعيا وتربويا، فهذه الوسائط: فرصة سانحة لتمرير خطاب فعال وعاقل وملتزم بالاعتدال والوسطية يتجاوز حدود المغرب ليمارس تأثيره الإيجابي على جاليتنا المغربية بالمهجر وعموم المهاجرين في بلاد الغرب وعلى المسلمين وغير المسلمين. وأشار الدكتور محمد يسف، الكاتب العام للمجلس، إلى أن المنابر والوسائط التي أحدثتها الوزارة ستكون: تعزيزا للحضور الإعلامي الإسلامي التثقيفي المسؤول، وينتظر إسهام العلماء الذين طالما اشتكوا من الأبواب الموصدة وعدم تكافؤ الفرص. وكذا الدور الذي ينبغي أن يناط بالعلماء إزاء المنابر الإعلامية المستحدثة والتي من شأنها أن تعزز الخطاب الإسلامي وتساعد على تبليغه إلى أبعد مدى. وفي السياق نفسه قدمت لجنة الدراسات والأبحاث العلميةالتابعة للمجلس، تقريرا عن تصورات اللجنة لإصدار مجلة باسم المجلس العلمي الأعلى وتحدثت عن مواضيعها وشروط الكتابة فيها. وكان السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعلن، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة، عن اشتغال الوزارة بدراسة إمكانية ربط ألف مسجد بمختلف جهات المملكة بشبكة الأنترنت، وذلك بهدف تمكين العالم في أي مدينة من المدن من التوجه بالحديث إلى الناس في ألف مسجد في آن واحد في موضوع من المواضيع. وأوضح البيان الختامي للدورة، الذي توصلت التجديد بنسخة منه، ثوابت الوعي الإسلامي الرشيد الذي تنهجه الوزارة المهتمة بإصلاح الشأن الديني، والتي أجمعت عليها الأمة المغربية وضمنت بها وحدتها الروحية والعقدية والمذهبية، وهي قراءة الإمام نافع ومذهب الإمام مالك وعقيدة أهل السنة والجماعة(على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري)، و طريقة الإمام الجنيد الملتزمة بالتصوف السني. وتجدر الإشارة إلى أن الوزارة بصدد تحضير مشروع قانون يتعلق بالرابطة المحمدية لعلماء المغرب وتعيين أعضائها، إذ أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أنالعضوية في المجالس تتنافى مع العضوية في الرابطة التي لها طابع أكاديمي استشاري، كما صادقت الدورة على مشروع ميزانية المجلس والمجالس العلمية المحلية وكذا برامجها السنوية، وتوحيد مسطرة منح التزكية للخطباء والوعاظ والأئمة وسائر القيمين.