صادق المجلس العلمي الأعلى بعد ظهر أول أمس الأحد في ختام دورته العادية الثانية التي انعقدت على مدى يومين بأمر من رئيس المجلس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مشروع ميزانية المجلس والمجالس العلمية المحلية وكذا برنامجها السنوي. وأوضح السيد محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن أشغال هذه الدورة التي حضرها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بصفته عضوا في المجلس الى جانب كافة أعضائه، صادقت على مشروع ميزانية المجلس ومشروع توزيعها على المجالس العلمية المحلية وفروعها ، كما صادقت على البرنامج السنوي لعمل هذه الأخيرة بعد إدخال تعديلات طفيفة عليه وتركت باب الاختيار والاجتهاد مفتوحا أمامها عند التطبيق لتتصرف وفقا للحاجيات والمستجدات. وأثار الانتباه الى أن الدورة عكفت من خلال خمس لجان على دراسة مجموعة من القضايا منها وضع تصور شامل للمجلس والمجالس العلمية المحلية حول آفاق المستقبل القريب وكذا الدور الذي ينبغي أن يناط بالعلماء إزاء المنابر الإعلامية المستحدثة والتي من شأنها أن تعزز الخطاب الإسلامي وتساعد على تبليغه الى أبعد مدى كإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم والقناة الفضائية السادسة والموقع الإلكتروني لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وعلى صعيد آخر، أشار السيد يسف الى أن العلماء المجتمعين خلال هذه الدورة ثمنوا الأعمال الجليلة التي قام بها أمير المؤمنين في ما يخص إصلاح دار الحديث الحسنية التي ستأخذ مسارا جديدا بطريقة تؤهلها لأن تعد علماء جددا قادرين على أن يكونوا مخاطبين أقوياء للفكر الآخر. وأضاف أنهم ثمنوا أيضا التفاتة أمير المؤمنين التي تجلت في تعيين أمين عام لرابطة علماء المغرب، معتبرا أن إصلاحا من هذا الحجم من شأنه أن يعطي لهذه الرابطة قوة واتجاها جديدين يساعدان ويعززان العمل الإسلامي داخل المملكة بما لا يترك أي منفذ لمن يرغبون في التسلل الى الساحة الوطنية ليعيثوا فيها الفساد ويخربوا الثوابت التي قام عليها أساس هذه الأمة، وبما يضمن أيضا وحدة الأمة واستمراريتها. وجدد وزير الآوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق في كلمة مقتضبة ألقاها في اختتام هذه الدورة وعده بتقديم دعم استثنائي للميزانية العامة للمجلس في حالة لم تف اعتماداته بالمطلوب خصوصا في مجال تغطية الأنشطة العلمية ومختلف التدخلات الرامية إلى استتباب الأمن الروحي للمواطنين. ودعا في هذا السياق العلماء الى المساهمة الفاعلة في القنوات الإعلامية الخاصة بخدمة الشأن الديني والعمل على ابتكار مبادرات من أجل الحضور بفاعلية في الميادين التي تحتاج إلى ذلك. وكانت الدورة قد انكبت من خلال (لجنة التعاون والتواصل وبرامج الأنشطة) على دراسة موضوعي العلاقة مع وسائل الإعلام وتوحيد مسطرة التزكيات ومن خلال (لجنة الدراسات والأبحاث العلمية) على بحث مسألتي إصدار مجلة المجلس العلمي الأعلى والموافقة القبلية على منشورات المجالس العلمية المحلية. كما عكف المجتمعون من خلال (الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء) على بحث ما له صلة بتهذيب قضايا المذهب وتعميم ثقافته والنظر في بعض الفتاوى المطروحة للدرس، بينما انبروا من خلال (لجنة التوجيه والإرشاد الديني) الى دراسة البرنامج السنوي للمجالس العلمية المحلية وعبر (لجنة إحياء التراث) إلى تدارس الشروط العلمية لتحقيق الموطأ للإمام مالك بن أنس برواية يحيى بن يحيى الليثي .