قال رئيس الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيز زباثيرو، أول أمس الأحد، إن المغرب تعامل بشكل إيجابي جدا مع الوضع الذي خلقه المهاجرون السريون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، ودافع زباثيرو عن ضرورة التعاون مع المغرب ومساعدته عوض البحث عن فتح مواجهة مع هذا البلد. وأضاف، في حديث خص به إذاعة (كاردينا سير)، أنه كانت لحكومته «اتصالات مكثفة ومتواصلة مع المغرب خلال 48 ساعة، وكان الرد إيجابيا»، وذلك بعد محاولات الاقتحام التي قام بها المهاجرون السريون من بلدان جنوب الصحراء لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وبخصوص تعاون السلطات المغربية وطريقة التعامل مع هؤلاء المهاجرين السريين، قال رئيس الحكومة الإسبانية: «أكرر.. لقد بذل المغاربة مجهودا مهما»، مضيفا قوله: «إذا كان للمغرب احتياجات، فإن ما ينبغي أن يقوم به بلد غني وأكثر تقدما هو أن يساعده، وليس البحث عن فتح مواجهة ليس فقط لن تثمر عن شيء إيجابي، ولكنها ستؤدي إلى تقويض العلاقة، وبالتالي إلى قدرة أقل على الحركة لإيجاد حل للمشكل الذي نواجهه في ما يتعلق بالهجرة السرية». وانتقد رئيس الحكومة الإسبانية أولئك الذين «يحاولون باستمرار أن يجعلوا علاقتنا مع المغرب تتسم بمنطق المواجهة»، في إشارة إلى اليمين الإسباني، وخاصة الحزب الشعبي. وفي ما يتعلق بموارد وقدرات المغرب على التصدي لهذه الظاهرة، أثار انتباه الرأي العام إلى الفرق الموجود في مستوى التنمية بين إسبانيا والمغرب. وأوضح زباثيرو أن «حل مشكل الهجرة يمر عبر المساعدة على التنمية وكذا من خلال مجهود جماعي لكل البلدان، وخاصة بلدان الاتحاد الأوروبي». غير أنه أضاف أنه يتعين على المهاجرين أن يدركوا أن إسبانيا لن تسمح بدخول المهاجرين السريين، «وهو ما يسري بشكل أكبر على محاولات الاقتحام الجماعية». وعلى صعيد آخر، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سيكما دوس الإسبانية لفائدة يومية إيل موندو اليمينية أن 83 في المائة من المستجوبين في مختلف المدن الإسبانية يرون أن ما يقوم به المغرب من أجل التصدي للهجرة السرية نحو إسبانيا غير كاف، مقابل 4‚7 في المائة كان لهم رأي مخالف، و9‚8 في المائة ليس لهم موقف.