أعلنت الحكومة الإسبانية يوم الجمعة الأخير عن إجراءات أمنية جديدة لتعزيز الدفاع عن السياجات المقامة على الحدود المصطنعة مع سبتة ومليلية المحتلتين في ظل المحاولات المتكررة لاقتحامهما من قبل المهاجرين الأفارقة السريين، وخصصت ثلاثة ملايين أورو لفائدة مراكز استقبال المهاجرين بهاتين المدينتين. وينص هذا المخطط الأمني الخاص المصادق عليه من قبل مجلس الوزراء على نشر فرق من الجيش الإسباني بغرض دعم عناصر الحرس المدني والقيام بدوريات على طول الشريط الحدودي لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وذكرت يوميةإيل باييس أن مدريد عبأت لهذا الغرض 720 عسكريا مدعومين بسيارات مصفحة، جاءت هذه الخطوة في أعقاب انتهاء لقاء اللجنة العليا المغربية الإسبانية المشتركة، التي عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين، وترأسها الوزير الأول المغربي إدريس جطو ورئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغيث زباثيرو. وفي ندوة صحفية مشتركة بين الجانبين، دعا زباثيرو إلى التعاون الشامل والتنسيق بين الاتحاد الأوروبي ودول المغرب العربي وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء من أجل مكافحة الهجرة السرية، مؤكدا على ضرورة الرفع من حجم المساعدات من أجل التنمية لفائدة الدول المصدرة للهجرة، كما أشاد رئيس الحكومة الإسبانية بنتائج المجهودات المشتركة بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال، مشيرا إلى >الانخفاض المهم< لمحاولات الدخول إلى إسبانيا التي بلغت نسبته أكثر من 40 في المائة خلال سنة ,2005 واعتبر أن تزايد تدفق المهاجرين الأفارقة القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يحاولون التسلل عنوة إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين خلال الأسابيع الماضية، ظاهرة ظرفية، وذلك نظرا لفعالية المراقبة التي تقوم بها قوات الأمن المغربية والإسبانية، وقال إن >المغرب وإسبانيا لهما مصلحة مشتركة في حربهما ضد الهجرة السرية"، مشددا على ضرورة التنسيق بين جميع الدول المعنية خاصة الاتحاد الأوروبي وباقي البلدان المغاربية. ومن جانبه قال الوزير الأول المغربي إن "المغرب وإسبانيا لا يمكنهما لوحدهما تحمل عبء محاربة الهجرة السرية"، مضيفا أن المغرب هو البلد الذي يبذل أقصى الجهود للتصدي لتدفق المهاجرين غير الشرعيين. وأكد التصريح المشترك، الذي صدر عقب الاجتماع على "أهمية البعد الإقليمي والأوروبي" في مجال محاربة هذه الظاهرة، داعيا دول المغرب العربي والاتحاد الأوروبي إلى الانخراط بفعالية في هذا المشروع.