سبق أن انتقد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى الدكتور محمد يسف، الوزراء المتعاقبين على وزارة التربية الوطنية على عدم وفائهم بالتزامهم بخصوص الرقي بالتعليم الأصيل. وطالب يسف وزير التربية الوطنية، الحبيب المالكي، في عرض له أثناء أشغال اليوم الدراسي الثاني الخاص بالتعليم الثانوي الإعدادي الأصيلبتاريخ: 26 يوليوز 2005 بالرباط، أن يكون للعلماء مكان مناسب ونصيب ضمن أجهزة ولجن الوزارة. ووجه يسف عتابه للوزراء المتعاقبين على وزارة التربية الوطنية، قائلا :(كان للعلماء أكثر من لقاء مع أكثر من وزير، ممن تعاقبوا على هذه الوزارة من قبلكم، وجميعهم كانوا على مستوى جيد من المجاملة واللطف والقدرة على التخلص من أي التزام. كانوا يقولون ولا يفعلون، ويعدون ولا يوفون)، وقال أيضا وهو يستعرض محنة التعليم الأصيل: (أفبمثل هذا الإذلال لثقافة الإسلام وللغة القرآن تقابل حسنات هذا التعليم وجهاد رجاله وأوليائه؟ وعلى يد من يجري تعذيبه وامتحانه؟ بيد بني أمه وأبيه. هذا في حين يمكن كل التمكين لثقافة ولغة من كان بالأمس القريب يسوم أهلنا ووطننا سوء العذاب، إن كان هذا عقابا فهو موجه ضد من؟ ولصالح من؟ وإن كان ثوابا، فهو لا بد أن يكون من جنس ثواب سنمار. ولو أن ما يسام به تعليمنا الأصيل من خسف وهوان يضيف يسف يتم على يد غير يدنا لتحملناه صابرين محتسبين، مقبلين غير مدبرين، ولكنه، واأسفاه ظلم ذوي القربى وهو أشد أصناف الظلم وأقواها مرارة وألما، ولقد صدق من قال: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند وطالب بتسريع وتيرة إصلاحه، واستدراك الفوائت من حقوقه، وتيسير سبل انطلاقه حتى يستطيع مواكبة الإصلاح، ويستوي قائما على قدميه، صحيحا غير كسيح. وأكد الدكتور يسف أن حظ التعليم الأصيل من الكتاب الأبيض كان باهتا ومشهده بئيسا، رغم أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين لم ينس الإشارة إلى أصالة التعليم الأصيل، واستوصى به خيرا. وأبرز يسف أنه لا خير في تعليم هدفه خدمة الجسد والانشغال عن تنمية المدارك، وصقل العقول وتعميق الوجدان فبالعقل والروح يتميز الإنسان عن السوائم والأنعام.