أعربت القوى والفعاليات الوطنية والإسلامية الفلسطينية ولجان مقاومة التطبيع مع إسرائيل عن رفضها القاطع واستنكارها للتطبيع العربي الإسلامي مع إسرائيل، والذي تمثل اليوم الخميس بلقاء وزير خارجية باكستان خورشيد قصوري بوزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم، في مدينة العاصمة التركية اسطنبول، والإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين. طعنة للفلسطينيين ففي بيان صادر عن اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع، قال إن "هذا الإعلان يعد طعنة لشعبنا الفلسطيني ولمسيرته النضالية، لنيل حقه في أرضه ومقدساته وعلى رأسها، المسجد الأقصى المبارك وحق العودة". وأضاف البيان الذي وصل "التجديد" نسخة عنه: إن هذا الإعلان يعتبره الشعب الفلسطيني تشجيعاً لدولة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي على المضي في طريق الاستيطان والتغول وبناء جدار الفصل العنصري والاستمرار في اعتقال آلاف الأسرى، واستهداف المجاهدين والمناضلين من أبنائه ومقاومته الباسلة. وطالب بيان اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع الشعب الباكستاني المسلم الشقيق الذي قدم على مدار التاريخ الدعم للشعب الفلسطيني ومقدساته أن يخرج في تظاهرات للضغط على حكومة مشرف للتراجع عن هذا الإعلان. ووجه البيان تحذيرا للحكومات العربية والإسلامية من مغبة الوقوع في الفخ الإسرائيلي الذي يسوق الانسحاب من غزة على أنه إنهاء للقضية الفلسطينية وبالتالي زوال كل الموانع التي تحول بينه وبين إقامة علاقات مع الكيان الغاصب لفلسطين. وطالب بتحرك شعبي عربي وإسلامي لدعم القضية الفلسطينية والتأكيد على الحق التاريخي الكامل للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته ولتحذير الأنظمة والحكومات من إقامة أي علاقات مع الكيان الإسرائيلي. كما طالب البيان منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد جلسة طارئة لاستنكار هذا الإعلان وتحذير الحكومة الباكستانية من الاستمرار في هذه العلاقات المشبوهة، "وإلا سنطالب بطرد باكستان من عضوية المنظمة". رفض الخطوة من جهتها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن إدانتها واستنكارها الشديدين للقاء، ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام"، المقرب من الحركة عن مصدر مسؤول في "حماس" قوله: "في الوقت الذي نستغرب فيه إقدام السلطات الباكستانية على هذه الخطوة التي تساهم في فكّ العزلة عن الكيان الصهيوني وتقويته، بينما يواصل هذا الكيان الغاصب اعتداءاته على أبناء شعبنا الفلسطيني، ويصادر أراضيه ويعتقل الآلاف من أبنائه، فإننا نعبّر عن استنكارنا وإدانتنا الشديدتين لهذه الخطوة التي نعتبرها طعنة موجهة إلى الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة". ودعت حركة حماس إلى "عدم التجاوب مع كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني التي يمهّد لها وزير خارجية هذا الكيان مع الدول العربية" مؤكدة على "أن الانسحاب من غزة يجب أن لا يكون مبرراً لأي خطوات تطبيعية مع إسرائيل". وأوضح المصدر المسؤول في "حماس" أن الأراضي الفلسطينية ما زالت محتلة، والقدس كذلك، والاستيطان في الضفة الغربية يستشري، واللاجئون لم يعودوا إلى وطنهم، معتبراً أن "الدول العربية والإسلامية والقوى الداعمة لحقوقنا معنية بالمزيد من الضغط على الكيان الإسرائيلي لاستعادة هذه الحقوق". كما دعت "حماس" الشعب الباكستاني المسلم إلى رفض هذه الخطوة التي أقدمت عليها سلطات بلاده، مطالبة الشعوب العربية والإسلامية بالتحرّك بكل الوسائل المتاحة لمواجهة أي خطوات تقود للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، دون أي اعتبار لإرادة الشعوب ومصالحها. كما استنكرت حركة حماس ما تردد عن "قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" بتشجيع هذه الخطوة، ما يعني تقديم غطاء فلسطيني للتطبيع مع العدو الإسرائيلي"، مؤكدة أنه "أمر يرفضه شعبنا الفلسطيني وقواه المخلصة وليس من حق أحد أن يعطي هذا الغطاء لأي طرف كان". يزيد من التعنت الإسرائيلي من جهتها عبرت حركة الجهاد الإسلامي عن استنكارها الشديد لقرار الحكومة الباكستانية بإقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي، موضحةً أن هذا القرار يعطي العدو الإسرائيلي مزيداً من التعنت والجرأة والتطرف للاستمرار في عدوانه على الشعب الفلسطيني. وقال القيادي في الحركة الشيخ نافذ عزام في تصريح صحفي اليوم الخميس: "جاء القرار الباكستاني في الوقت الذي تصعد قوات الاحتلال من هجمتها ضد القدس والضفة، وتستمر في حربها ضد الفلسطينيين العزل، محذراً من أن هذا القرار سيكون خطوة تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين"، مشيراً إلى أن القرار لا يعبر عن مشاعر الشعب الباكستاني المسلم الذي يؤكد في كل مناسبة وقوفه وتأييده لشعب فلسطين المجاهد الصابر. وأدان الشيخ عزام الخطوة الباكستانية بإقامة علاقات مع كيان العدو بالقول "نحن في حركة الجهاد الإسلامي نعبر عن إدانتنا الشديدة للقرار الباكستاني، ونعبر عن استياء الفلسطينيين جميعاً، لهذا القرار الذي يسئ لشعب فلسطين وهو طعنة لجهاد شعبنا وخذلان لمقاومته في هذا الوقت الصعب والحساس"، مطالباً الحكومة الباكستانية بإعادة النظر في هذا القرار الذي سيسيء إلى الشعب والحكومة الباكستانية في الوطن الإسلامي. وأضاف: "نتمنى أن تعيد باكستان النظر في قرارها الغير منسجم مع العرب والمسلمين". مكسب مجاني كما اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اجتماع وزير خارجية باكستان بنظيره الإسرائيلي في تركيا مكسب مجاني لإسرائيل "النووية"، وخسارة كاملة للعرب والمسلمين. وأضافت الجبهة في بيان لها وصل "التجديد" نسخة عنه أن الاجتماع يكشف "سذاجة" الذين أعلنوا أن قنبلة باكستان النووية لإيجاد ميزان رعب نووي بين "العالم الإسلامي" وإسرائيل. وتابع بيان الجبهة إن "المحزن هو تراجعات دولة باكستان تحت سقف الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التوسعية على حساب شعب فلسطين، واحتلال القدس والضفة الفلسطينية، وحرمان اللاجئين من حقهم بالعودة وفق القرار الأممي 194". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي سلفان شالوم صرح أن إسرائيل لها اتصالات "سرية مع جميع الدول العربية، ودعته الجبهة لكشف هذا علناً للرأي العام العربي والعالمي.