أعلنت جهات مهتمة تخوفاتها من عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية في شكل أكبر من مكتب للاتصال. وبحسب الجهات المتخوفة فإن بعض المؤشرات تعزز ما ذهبت إليه، من قبيل زيارة كبير الأحبار اليهود الشرقيين السفارديم في إسرائيل عمار شلومو للمغرب يوم الثلاثاء الأخير. فضلا عن اللقاء بين وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ونظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم (يهودي من أصل تونسي) بلندن يوم 27من يوليوز المنصرم. مع العلم أن هذا اللقاء يعتبر الأول بين الجانبين منذ إغلاق مكتبي الاتصال قبل نحو 4 سنوات. وفور بدأ هذه التحركات أصدرت مبادرة دعم الشعبين العراقي والفلسطيني بالبرنوصي، بالدار البيضاء بيانا أدانت فيه بشدة المسلسل الجديد من التطبيع مع مجرمي الحرب الصهاينة. وأكدت مبادرة دعم الشعبين العراقي والفلسطيني بالبرنوصي، بالدار البيضاء دعوتها كل الأحزاب والهيئات والقوى الوطنية إلى تحمل مسؤولياتها في التصدي للمطبعين مع الصهاينة وفضحهم، والحفاظ على الإجماع المغربي على رفض التطبيع مع الصهاينة. وجددت المبادرة دعوة الشعب المغربي إلى المزيد من التضامن مع شعبنا العربي في فلسطين، ومساندته ماديا، ومعنويا، في معركته من أجل الحرية والاستقلال. يذكر أن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط افتُتح في نونبر 1997 في عهد الملك الحسن الثاني-رحمه الله-، ومنذ ذلك التاريخ وحتى إغلاقه في نونبر,2000 والقائمون على المكتب يسعون جاهدين لاختراق النخبة السياسية والثقافية والفنية المغربية، غير أن تنامي تيار مقاومة التطبيع استطاع أن يُفشل تلك المساعي إلى حد كبير. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية قد أعلنت في 23 أكتوبر2000 إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط ومكتب الاتصال المغربي بتل أبيب، وقد جاء ذلك تلبية لقرارات القمة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة في 22 أكتوبر 2000م -بدعوة من الرئيس مبارك- والتي قررت عدم استئناف أي نشاط رسمي أو غير رسمي في الإطار المتعدد الأطراف مع إسرائيل، ووقف كافة خطوات وأنشطة التعاون الاقتصادي الإقليمي مع إسرائيل في هذا الإطار، وعدم المشاركة في أي منها، وربط استئنافها ومداها بتحقيق إنجاز ملموس في اتجاه تحقيق السلام العادل والشامل على كافة مسارات عملية السلام. وقالت الوزارة المغربية في حيثيات قرار الإغلاق: إنه أمام انتكاسة عملية السلام، وعقب الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ونظرا لمسؤولية المغرب والتزاماته في نطاق لجنة القدس التي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقرر إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ومكتب الاتصال المغربي في تل أبيب. عبد الغني بوضرة