أفاد موقع الجزيرة نقلا عن صحيفة هآرتس أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم إيفاد مبعوثين إلى عدد من الدول العربية، ويتعلق الأمر بكل من قطر والمغرب والبحرين وتونس وعمان، ، فضلا عن الأردن وموريتانيا اللتين تربطهما بإسرائيل علاقات دبلوماسية. ومن المقرر أن يحمل المبعوثون رسالة من وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم يشرح فيها قرار الحكومة الإسرائيلية الخاص بالانسحاب المبدئي من قطاع غزة وإزالة أربع مستوطنات في الضفة الغربية بحلول عام 2005 وتسعى دولة الكيان الصهيوني بحملتها الدبلوماسية المذكورة من خلال استثمار القرار المذكور (الذي تعتقد أنه إنجاز كبير من شأنه تعزيز العملية السلمية في ما تسميه بالشرق الأوسط)، إلى تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع كثير من الدول العربية، بعد أن شهدت توترا كبيرا قارب التجميد خاصة بعد الهجمات الصهيونية الوحشية ضد الفلسطينيين منذ عام 2000 واستمرار الآلة العسكرية الصهيونية في التدمير والتخريب للإنسان والعمران الفلسطيني، واعتيال قادة المقاومة الإسلامية خاصة الشهيد أحمد ياسين والشهيد عبدالعزيز الرنتيسي. وإذا كانوا المسؤولون الصهاينة لم يعرفوا بعد حسب صحيفة هآرتس ما إذا كانت الدول العربية المشار إليها ستوافق على استقبال مبعوثي سيلفان شالوم أم لا، فإن الأمر المعروف والواضح هو أنه لم يطرأ أي تغيير على السلوك الصهيوني تجاه الفلسطينيين، ولم يقرر قادة الصهاينة بعد أي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي يجب أن يكون شاملا وناجزا من جميع هذه الأراضي ومنهيا لاحتلالها وان يتم تحت إشراف دولي وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.تبعا لقرارات القمة العربية الأخيرة. كما أن الأمر الواضح والمعروف أن الكيان الصهيوني لم يلتزم بوقف ممارساته العسكرية العدوانية وسياسة العقاب الجماعي وتدمير البنية التحتية وغيرها من الأراضي الفلسطينية واستمرار القتل العمد واغتيال القيادات والتوسع في الاعتقالات واحتجاز الآلاف من المواطنين الفلسطينيين. ولم يرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ورئيس السلطة الفلسطينية المنتخب ياسر عرفات. ومازال الكيان الغاصب مستمرا في إجراءات تهويد القدس، وتغيير طبيعتها وتركيبتها السكانية والجغرافية من خلال إقامة الحائط العنصري المسمى بغلاف القدس والذي يستهدف تقطيع أوصال القدس وعزل سكانها الفلسطينيين عن امتداداهم الطبيعي في الضفة الغربية. وكل ما سبق مؤشرات على أنه لا جديد في السياسة الإسرائيلية تجعل المغاربة يغيرون موقفهم من أي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، وهم الذين استنكروا بشكل حضاري وواضح زيارة وزير خارجيتها سيلفان شالوم لبلادنا في شتنبر الماضي، معتبرين أن استقبال الصهاينة في أي بلد عربي وإسلامي يشكل تشجيعا لهم على الاستمرار في مخططاتهم الإرهابية. خاصة وأن التجربة علمتنا أن إسرائيل ماهرة في التملص من أية استحقاقات تلتزم بها كلما توفرت لها الظروف المناسبة. مروان العربي