تشهد غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بورزازات في 11 نونبر الجاري أطوار أولى جلسات النظر في قضية 6 عمال في منجم إيميني ورزازات، متهمين بعرقلة حرية العمل واستعمال السلاح الأبيض والضرب والجرح المفضي إلى الموت، وترجع وقائع الموضوع النازلة إلى أحداث مأساوية وقعت في 15 أبريل المنصرم بمبنى المنجم المذكور، حيث هجم نحو 120 شخصا غرباء عن المنجم عليه، يساعدهم في ذلك عشرة عمال بهدف تكسير إضراب يشنه عمال منضوون تحت لواء نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقد نشب تراشق بالحجارة بين المضربين والمجموعة المهاجمة، جرح أثناءه عامل منضو تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل في يده، ونقل إثرها إلى المستشفى الإقليمي بورزازات، حيث أجريت له عملية جراحية، ولكن وافاه الأجل في 24 أبريل من الشهر نفسه في ظروف غامضة شككت فيها أطراف حقوقية ونقابية، سيما أسباب الوفاة. وأعقب ذلك رفع 7 عمال، قيل إنهم كانوا ضمن المهاجمين، شكاية لدى مصالح الدرك الملكي ضد 14 عاملا، وتم استدعاء هؤلاء بشكل متفرق بين 16 و20 أبريل، وأحيلوا على المحكمة الابتدائية في 22 أبريل بالتهم المشار إليها آنفا. وشهد الملف استدعاء العديد من العمال، وأمر فيه قاضي التحقيق باعتقال 4 عمال اعتقالا احتياطيا على ذمة القضية، ومن بينهم ناشط حقوقي عضو في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومستشار جماعي عن حزب اليسار الاشتراكي الموحد، وقد وصفت الجمعية المذكورة اعتقال عضوها ب التعسفي، وكذا اعتقال 5 عمال آخرين بمناجم إيميني ورزازات، وطالبت هي وعدد من الفعاليات الحقوقية والنقابية والجمعوية والمدنية المحلية بالإفراج الفوري عنهم، معلنة عن اعتزامها تنظيم أشكال نضالية لمساندة المعتقلين. محمد بنكاسم