قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، في جلستها المنعقدة الأسبوع المنصرم، إرجاء النظر في ملف ثلاثة من أنصار مستشار جماعي، يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي، متهمين بتعريض ابن أخ منافس لمرشحهم في الانتخابات الجماعية، للضرب والجرح بالسلاح المفضيين للموت دون نية إحداثه، والمشاركة في ذلك، إلى جلسة السابع من شهر دجنبر القادم. وجاء قرار تأجيل قاضي الجلسة الشروع في مناقشة القضية، استجابة لملتمس تقدم به الدفاع، والقاضي باستدعاء الشهود، حيث يعد هذا التأجيل، الثالث من نوعه في ظرف شهر تقريبا، بعدما كان مقررا أن تشرع غرفة الجنايات في مناقشة أطوار هذا الملف خلال جلسة الواحد والعشرين من أكتوبر المنصرم. وانطلقت وقائع هذا الملف، حينما أُشعر درك مدينة سيدي يحيى الغرب، ليلة الإعلان عن نتائج اقتراع 12 يونيو بالمدينة نفسها، بوجود شخص مغمى عليه بالطريق العام، يعاني من نزيف دموي حاد جراء الجروح الخطيرة التي أصيب بها على مستوى الرأس، وهو ما استوجب استدعاء سيارة إسعاف، التي نقلته على وجه السرعة إلى مستعجلات المركب الاستشفائي الإدريسي بالقنيطرة، ليتم إيداعه بقسم جراحة الدماغ والأعصاب بنفس المستشفى، بعد أن ازدادت حالته الصحية تدهورا، ليظل على تلك الحالة، إلى أن لفظ أنفاسه في الثالث والعشرين من يونيو الماضي، وقد أكدت نتيجة التشريح الطبي أن الوفاة جرمية، نتجت عن كسر الجمجمة، مما أدى إلى حصول نزيف في الدماغ. التحريات الأولية التي باشرتها ضابطة الدرك فور وقوع هذا الحادث، كشفت أن الضحية «ب ن» تعرض لاعتداء من طرف ثلاثة من أنصار أحد الفائزين في الانتخابات الجماعية، الذين كانوا بصدد المشاركة في مسيرة جابت شوارع المدينة، احتفالا بفوز مرشحهم، قبل أن يدخلوا في ملاسنات ومشادات كلامية مع أفراد عائلة أحد المرشحين الخاسرين، تطورت إلى صراع وعراك استعملت فيه الهراوات والعصي والحجارة، وهو ما أفضى إلى إصابة الضحية، وهو ابن أخ المرشح الذي لم يحالفه النجاح في هذه الانتخابات، بجروح بليغة في رأسه، بعدما تلقى ضربة بواسطة معول فلاحي. وبعد الاستماع إلى تصريحات الشهود والمتهمين في محاضر رسمية، وانتهاء مرحلة البحث التمهيدي، تمت إحالة الأظناء الثلاثة المعتقلين على الوكيل العام للملك لدى استئنافية القنيطرة، حيث تقررت متابعة المتهم الرئيسي «ع. م» من أجل الضرب والجرح بالسلاح المفضيين للموت دون نية إحداثه، والظنين الثاني «أ. خ» بتهمة المشاركة في ذلك، فيما توبع المتهم الثالث «ي. م» من أجل جنحة الضرب والجرح بالسلاح.