رغم افتقاره إلى روح الدعابة إلا أن آل غور لم يستطع أن يتغلب على الابتسامة، عندما قال أحد المقربين منه نائب الرئيس السابق آل غور، أنه شعر بنوع من الارتياح لدى علمه بمحاولة بعض الديمقراطيين الإلحاح عليه للعودة للسباق إلى البيت الأبيض. وكان آل غور قد نأى بنفسه في شهر دجنبر الماضي عن الخوض في غمار السباق وأكد لصديقه أنه لم يتغير شيء في هذا الخصوص، رغم التدهور في شعبية بوش مؤخرا. ولكن البعض ينظر إلى الموضوع بطريقة أخرى حيث يقول ؛ستيف أرمستيد، وهو صديق لآل غور في الولاية التي ينحدران منها تينسي: «أعتقد زنه يعد نفسه ويتحفز للانطلاق». وأضاف «هنالك الكثير ممن يودون أن يعود آل غور إلى خوض السباق. وأسمع يوميا من يقول أنه قد انسحب من السباق، في وقت مبكر ومتنينا لو أنه لم يفعل ذلك. ويرى بعض المحللين في العودة لبحث مسألة إعادة ترشيح آل غور، وإن كان لجس النبض فحسب، على أنه دليل على اليأس في أوساط الديمقراطيين بسعيهم لإعادة ترشيح شخص يبدو أن حياته السياسية قد وصلت إلى نهايتها عندما هُزم بفارق ضئيل في انتخابات الرئاسة الأخيرة. وتفسير ذلك أمر سهل وبسيط حيث أنه رغم تدهور حالة الاقتصاد والأسئلة التي توجه إلى بوش حول الحرب على العراق. والتي تشير إلى أن بوش لم يعد يشعر بالهدوء والراحة وقوة الجناح التي كان يمتلكها منذ بضعة شهور خلت. إلا أن الديمقراطيين لم يحسموا أمرهم ويلتفوا حول مرشح واحد لهم. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد زغبي لاستطلاع الرأي أن هاوارد دين وريتشارد غيبهارت يتصدران السباق في أوساط الديمقراطيين بنسبة 12%، يليهما جون كري بنسبة 9%. وأظهر استطلاع أجرته تايم وسي أن أن في الربيع الماضي أن أربعة من كل عشرة من الديمقراطيين سيمنحون ثقتهم وأصواتهم لآل غور، فيما إذا عاد لترشيح نفسه. وقد التزم العديد من الممولين الرئيسيين لحملة غور جانب الترقب والانتظار، رافضين دعم أي من المتسابقين. وفي هذا المجال أثبت دين، وهو حاكم سابق لولاية فيرمونت الصغيرة، قدرته على منازلة السياسيين من الوزن الثقيل. فخلال حفلة موسيقية استطاع جمع مبلغ 507000 دولار، متحديا نائب الرئيس ديك تشيني، الذي جمع في حفل غداء مبلغ 300 ألف لصالح الجمهوريين. وقد استطاع دين بمعارضته المطلقة لبوش في الحرب على العراق والتخفيضات الضريبية أن يستقطب حوله أصدقاء ومؤيدين في قواعد الحزب، محولا بذلك الترشيح الديمقراطي نحو اليسار. ويتندر الجمهوريون من إمكانية منافسة ديني لبوش في انتخابات الرئاسة قائلين أنه سيحطم الرقم القياسي لوالتر مونديل، الذي خسر في 49 ولاية عندما رشح نفسه ضد رونالد ريغان في الثمانينيات. أما مدير حملة كيري الانتخابية جيم جوردان فقال: «في النهاية سيحسم الناخبون مصير طبيب في بلدة صغيرة ومن ولاية صغيرة غير جدير بقيادة هذه الأمة في هذا العالم الذي تحف به المخاطر».