يعتبر جون كيري أول مرشح كاثوليكي لرئاسة الولاياتالمتحدة منذ جون كيندي، وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، ضاعف الرجل من الإشارات الانتخابية لمعتقداته الإيمانية وانتمائه الديني. تطور اعتبره خبراء السياسة (البوليتولوجيون) ذا علاقة بأهمية الأصوات الكاثوليكية. جورج بوش من جهته، البروتسنتانتي الإنجيلي يجتهد هو الآخر لاجتذاب هؤلاء الناخبين الذين، وإن كانوا لا يشكلون سوى ربع المسجلين، لعبوا دورا هاما دقيقا في سبعينيات القرن الماضي. وسجل المراقبون السياسيون أنه أصبح تقليدا ألا يحصل المرشحون الديمقراطيون على أصوات هؤلاء الناخبين. فمنذ أربع سنوات خلت، توزعت أصوات 27 مليون ناخب كاثوليكي بالتساوي تقريبا بين جورج بوش والديمقراطي آل غور. وليقين الرئيس الحالي أن كل الأصوات مهمة يوم الثاني من نونبر ,2004 فقد ضاعف وسعه لإغواء الناخبين الكاثوليك عن طريق تعدد المبادرات، ومنها لقاؤه مع بابا الفاتيكان مطلع شهر يونيو الماضي، لقاء حظي بتغطية إعلامية قوية يومها، ووصف بوش تلك الزيارة بأنها تجربة مؤثرة. ويوم الثلاثاء الماضي في دالاس، وأمام أكبر تنظيم كاثوليكي عالمي معبد فرسان كولومب أعاد بوش التأكيد على مواقفه الدينية والدفاع عن القيم المحافظة مثل منع زواج الشاذين جنسيا، والوقوف ضد الإجهاض. وقال الرئيس إن الدولة لن تصبح هي الكنيسة، كما أن الكنيسة لن تصبح هي الدولة، غير أن على الدولة أن لا تتخوف أبدا من الأعمال الحسنة للكنيسة. وسعى جون كيري هو الآخر إلى الضرب على هذا الوتر، فيوم الأحد الأخير وقف إلى جانبه السيناتور الكاثوليكي لولاية ماسوشيت في قلب المعبد الكبير لسبرينغفيلد بأوهايو مؤكدا أنه تقدم للانتخابات بصفته المدنية لا بصفته الدينية، ولكنه رغم ذلك لم يستطع التخلص من قيمه الأساسية وإيمانه العميق. وأضاف المقاتل السابق في فيتنام أن إيمانه بالله هو الذي ساعده على اقتحام العقبات وتجاوز آلام فقده لرفاقه في جبهة القتال، وأن الآلام والخسائر تيسر لنا اللقاء مع القوي العزيز. وفي بوسطن أوضح كيري أن القيم التي يعتصم بها والآمال التي يحلم بها من مقتضيات العقيدة التي يحملها في صدره. وحسب آمي سوليفان المتخصص في القضية الدينية بالولاياتالمتحدة، فإن تقديم جزء من البرنامج الانتخابي في قالب عقدي وبخطاب ديني من شأنه أن يكون مربحا لمن يقوم به، لان المتدينين يعتمدون في اختيارهم أثناء التصويت على المعيار الديني. وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة أظهرت الأرقام والإحصائيات أن 63 بالمئة ممن صوتوا لصالح بوش كانوا يترددون على الكنيسة أكثر من مرة في الأسبوع، في حين أن 61 بالمئة ممن صوتوا لصالح آل غور لم تطأ أقدامهم الكنيسة قط. وبذلك وجد المرشح جون كيري نفسه ملزما بردم الهوة التي تفصله عن الرئيس الحالي جورج بوش، هوة ظهرت حسب المتخصص في التصويت الديني بجامعة جون غرين منذ 1970 بعد أن طفت على السطح قضايا لم تكن معروفة من قبل في النقاش العام مثل الحق في الإجهاض وحقوق الشاذين جنسيا، وهي القضايا ذاتها التي تعمق الفرق بين المرشحين، فإذا كان بوش ضد الإجهاض وضد الشذوذ الجنسي، فإن جون كيري يدافع عن الحق في الإجهاض وينادي بزواج مدني للشواذ، ومواقفه هاته لا تضعه موضع الاتهام في نظر الكاثوليكيين أجمعين، إذ أن نسبة هامة من 65 مليون كاثوليكي أمريكي لا ترفض مواقف كيري وتلتقطها بسهولة. الشذوذ الجنس