هاجم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بشدة الجمهوريين وحملهم مسؤولية انقسام الولاياتالمتحدة. وقال كلينتون، وفقا لما نقله المراسلون من هناك: إنهم بحاجة لأمريكا منقسمة ... لقد اختاروا لحظة الوحدة بعد هجمات 11 شتنبر لدفع البلاد نحو اليمين. وانتقد كلنتون الحكومة الحالية لإبقائها خفض الضرائب على الأغنياء من خلال خفض موازنة أبرز البرامج الاجتماعية، ووصف بالكارثية سلسلة قرارات لإدارة بوش حول الاقتصاد والأسلحة والبيئة. وقدم كلينتون نفسه على أنه مجرد جندي في المعركة الديمقراطية للوصول للرئاسة، ودعا إلى توحيد الصفوف خلف المرشح جون كيري باعتباره المرشح الأفضل لحماية الأمريكيين من الإرهاب ووصفه بأنه رجل صالح وسيناتور عظيم وقائد ذو بصيرة. جاء ذلك خلال كلمة الأمريكي السابق بيل كلينتون ضمن تدخلات لرؤساء أمريكيين سابقين من الحزب الديمقراطي، خلال افتتاح مؤتمرهم القومي في بوسطن، وجهوا فيها انتقادات حادة للرئيس الأمريكي الجمهوري الحالي جورج بوش، انصبت على ملفات تتعلق بالسياسة الداخلية والحرب على العراق. وقد بدأ مؤتمر الحزب الديمقراطي فعالياته في بوسطن والتي من المقرر أن تستمر لمدة أربعة أيام. ويشهد الاجتماع ترشيح السناتور عن ولاية ماساشوستس، جون كيري، لخوض الانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي. ومن جانبه انتقد الرئيس الأسبق جيمي كارتر سلسلة غير منقطعة تقريبا من الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش وأدت إلى ما وصفه بتلاشي تعاطف العالم أجمع مع الولاياتالمتحدة بعد هجمات شتنبر. وقد ركز كارتر انتقاداته على أسلوب بوش في معالجة المسألة العراقية والاقتصاد، واتهمه بتدمير مصداقية الولاياتالمتحدة حول العالم، داعيا إلى تغييرات جذرية للسياسة الخارجية وبالعراق في المقام الأول. واعتبر أن التحدي الدولي الأكبر الذي تواجهه البلاد هو استعادة عظمتها من خلال قول الحقيقة والالتزام بقضايا السلام واحترام الحريات الفردية في الداخل وحقوق الإنسان الأساسية في العالم. أما آل غور نائب الرئيس الأمريكي السابق، فقد دعا الديمقراطيين إلى توحيد صفوفهم لأن لكل صوت قيمته مذكرا بأنه يعرف هذه الحقيقة أكثر من سواه لكونه خسر انتخابات الرئاسة أمام بوش بفارق 537 صوتا خريف العام .2000 وانتقد آل غور بدوره طريقة إدارة بوش للحرب على العراق، قائلا إنه خان الناخبين الذين أيدوا وعوده في انتخابات الرئاسة السابقة. وقد حث الشعب الأمريكي على مساعدة مرشح الرئاسة الديمقراطي جون كيري ونائبه جون إدواردز في الدخول إلى البيت الأبيض حتى تنعم الولاياتالمتحدة بمستقبل أفضل. وأجمع متحدثون ديمقراطيون آخرون على أن بوش أثبت في السنوات الثلاث الماضية أنه لا يمكنه قيادة الاقتصاد إلى الرخاء أو حماية الأمريكيين من التهديدات حول العالم. وقد تم تشديد إجراءات الأمن حول موقع المؤتمر الذي يعقد لأول مرة منذ هجمات شتنبر عام ,2001 حيث تم تسيير دوريات برية وبحرية وجوية. ومن المتوقع أن يصل كيري إلى بوسطن يومه الأربعاء حيث يعلن الخميس قبوله ترشيح حزبه له لخوض الانتخابات الرئاسية منافسا للرئيس الجمهوري جورج بوش. وتشير استطلاعات الرأي عشية اجتماع الديمقراطيين، أن بوش وكيري لا يزالان متقاربين إلى حد بعيد في سباقهما نحو البيت الأبيض. عبد الرحمان الهرتازي