تسببت المنافسة الشديدة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما من أجل استمالة الناخبين السود في إطلاق نقاش حاد سرعان ما تحول إلى تراشق كلامي بين المسؤولين عن الحملات الانتخابية للجانبين. فبينما أعرب عدد من رموز المنظمات الأهلية التي تمثل الأمريكيين الأفارقة عن امتعاضهم الشديد من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون التي اتهم فيها أوباما بإطلاق «الخرافات» أو «حكايات الساحرات» كلما حاول التأكيد على أنه عارض قرار الحرب على العراق منذ البداية، فإن الآلة الإعلامية لزوجته هيلاري سرعان ما اتهمت أوباما بمحاولة زرع بذور التفرقة بين الأمريكيين من خلال تبني خطاب يرتكز على اللون ويدعو للتمييز بين المواطنين خلدت الولاياتالمتحدة بداية هذا الأسبوع ذكرى وفاة داعية الحقوق المدنية والمناضل من أجل حقوق السود مارتن لوثر كينغ، وقد شارك المتنافسون على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة في الاحتفالات التي أقيمت في مدينة كولومبيا بولاية ساوث كارولينا التي يمثل السود نصف سكانها تقريبا، وحرصوا على التقاط الصور إلى جانب زعماء المنظمات التي تدافع عن حقوق السود في الولاية، خصوصا وأنها ستشهد تنظيم الانتخابات التمهيدية غدا السبت. وقد تسببت المنافسة الشديدة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما من أجل استمالة الناخبين السود في إطلاق نقاش حاد سرعان ما تحول إلى تراشق كلامي بين المسؤولين عن الحملات الانتخابية للجانبين. فبينما أعرب عدد من رموز المنظمات الأهلية التي تمثل الأمريكيين الأفارقة عن امتعاضهم الشديد من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون التي اتهم فيها أوباما بإطلاق «الخرافات» أو «حكايات الساحرات» كلما حاول التأكيد على أنه عارض قرار الحرب على العراق منذ البداية، فإن الآلة الإعلامية لزوجته هيلاري سرعان ما اتهمت أوباما بمحاولة زرع بذور التفرقة بين الأمريكيين من خلال تبني خطاب يرتكز على اللون ويدعو للتمييز بين المواطنين على أساسه. الاختلاف بين أوباما وكلينتون وصل أوجه ليلة الاثنين عندما شاركا في حلقة للنقاش نظمتها شبكة «السي إن إن» ونشطها المذيع وولف بليتزر، حيث طلب الأخير من أوباما الرد على تصريحات بيل كلينتون فانتهز باراك أوباما الفرصة وشن هجوما قاسيا على هيلاري كلينتون متهما زوجها بتحريف تصريحاته وأنهى مداخلته الحادة بالقول: «في الحقيقة لم أعد أعرف إن كنت أخوض سباقا ضد هيلاري كلينتون أم بيل كلينتون!»، لكن هيلاري لم تتأخر في الرد واتهمت أوباما بقطع الوعود الوردية للناخبين دون أن يدرك استحالة تحقيق تلك الوعود، وأنهت ردها بالقول: «لقد كنت أدافع عن حقوق الفقراء عندما كنتَ أنت َتدافع عن مالك أراضي ثري تلاعب بالقوانين وتورط في فضائح بالجملة»! التنافس على نيل أصوات السود في ولاية ساوث كارولينا دفع هيلاري كلينتون للاستعانة بعدد من الأثرياء الأمريكيين من أصول إفريقية مثل مؤسس شبكة «بي إي تي»، روبرت جونسون الذي دافع عن الثنائي كلينتون وقال أثناء تجمع انتخابي في مدينة كولومبيا بولاية ساوث كارولينا إن هيلاري كلينتون هي أنسب شخص يمكنه الدفاع عن حقوق السود في الولاياتالمتحدة. كما استعان المسؤولون عن حملة هيلاري كلينتون بشخصيات تحظى باحترام وتبجيل خاصين بين صفوف الأقلية السوداء داخل الولاياتالمتحدة مثل الكاتبة الفائزة بجائزة نوبل للآداب، الأميركية من أصل إفريقي، توني موريسون التي كانت قد وصفت بيل كلينتون بأنه كان أول رئيس أمريكي أسود بفضل تبنيه لقضايا السود خلال فترتي رئاسته للولايات المتحدة وبفضل العلاقات الوطيدة التي ربطها مع المنظمات واللوبيات التي تدافع عن حقوق تلك الفئة داخل الولاياتالمتحدة. ولم يستطع باراك أوباما كبح ضحكة عفوية عندما سأله مذيع «السي إن إن» خلال النقاش الذي استضافته القناة مساء الإثنين عما إذا كان يؤمن بدوره بأن الرئيس السابق بيل كلينتون يعد فعلا «أول رئيس أمريكي أسود» في تاريخ البلاد، وقال أوباما بابتسامة واسعة: «لا أنكر أنه قام بجهد كبير... لكن قبل أن أحكم إن كان أسود أم لا فعلي أن أختبر رقصه أولا»! في إشارة إلى أن السود في أمريكا يجيدون الرقص بشكل أفضل بكثير من البيض، وهو ما دفع الجمهور الحاضر في القاعة لإطلاق قهقهات مجلجلة تفاعلا مع سرعة بديهة أوباما، غير أن هيلاري كلينتون لم تكن أقل «خبثا» منه فردت بسرعة: «أنا متأكدة من أنه يمكننا تدبير مثل ذلك الأمر»، وانخرطت في ضحك عال هز القاعة من جديد! بيل كلينتون وجد نفسه في وسط المعركة الانتخابية الحالية ليس بسبب تصريحاته الحادة ضد باراك أوباما فقط، بل أيضا بسبب شريط فيديو أذاعته القنوات الأمريكية طوال يوم الأربعاء دون انقطاع ويظهر فيه كلينتون مستسلما لغفوة نوم بينما يلقي أحد زعماء منظمات الأمريكيين الأفارقة خطابا على هامش ذكرى وفاة مارتن لوثر كينغ. ويُظهر مقطع الفيديو بيل كلينتون واضعا كفه على خده وهو يصغي للخطاب الحماسي قبل أن يستسلم لغفوة نوم هادئ لكن متقطع، حيث يهز رأسه بالإيجاب كلما أيقظته كلمة حماسية ألقاها المتحدث... الفيديو أثار موجة من الانتقادات ضد بيل كلينتون الذي قال عنه بعض المحللون السياسيون إنه يكذب حتى وهو نائم (لأنه كان يهز رأسه بالإيجاب متظاهرا بالإصغاء) فيما ارتفعت بعض الأصوات المدافعة عن الرئيس الأمريكي السابق قائلة إن الحادث عادي بل ويُظهر بجلاء أن كلينتون بشر عادي فهو مجرد شيخ مريض أرهقه التعب بسبب تنقله المستمر في الحملة الانتخابية لزوجته ودعمه الكبير لها! الكثير من المراقبين حذروا من أن كثرة ظهور بيل كلينتون في وسائل الإعلام وإدلاءه بتصريحات ضد باراك أوباما قد يضران كثيرا بمستقبل زوجته السياسي وقد يكلفانها السباق نحو البيت الأبيض لأن أضواء وسائل الإعلام يجب أن تسلط عليها هي وليس على زوجها الذي مازال يتمتع بكاريزما وجاذبية لا تقاومها الكاميرا، ويبدو أن تلك التحذيرات وجدت آذانا صاغية لدى بيل كلينتون الذي رفض مساء الأربعاء الإدلاء بأية تعليقات صحفية، وقال إنه يفضل التزام الصمت داعيا الصحفيين الذين تجمهروا حوله في مطعم بساوث كارولينا إلى حمل أسئلتهم وطرق باب زوجته لأنها هي من تحمل الأجوبة لسكان الولاية الذين يتوجهون لصناديق الاقتراع غدا السبت. الديمقراطيون يحبسون أنفاسهم ترقبا لما ستسفر عنه الانتخابات في الولاية التي عبّر خمسة وثمانون بالمائة من سكانها السود عن تأييدهم لباراك حسين أوباما فيما قال خمسة عشر في المائة فقط منهم أنهم سيصوتون لصالح المرشحة هيلاري كلينتون، لكن استطلاعات الرأي باتت تبتعد شيئا فشيئا عن الدقة مثلما حصل في ولاية نيوهامبشر التي أعطت نتائج الاستطلاعات الأولية فيها الفوز لأوباما، لكن النتائج حملت مفاجأة سارة لهيلاري كلينتون بعدما أشهرت سلاح دموعها خلال المناظرة التلفزيونية الشهيرة. فهل تنتصر ساوث كارولينا لأوباما هذه المرة وتعطيه أصوات السود دفعة، يحتاجها، في طريقه نحو البيت الأبيض أم أن هؤلاء سيثقون في زوجة من يعتبرونه أول رئيس أمريكي أسود ويمنحونها أصواتهم على أمل أن تواصل العمل الذي بدأه زوجها منذ أكثر من عقدين من الزمن؟