أحدث فوز أوباما بجميع أصوات منطقة واشنطن الكبرى مفاجأة للعديد من الخبراء والاستراتيجيين في الشأن الانتخابي داخل الولاياتالمتحدة الذين توقعوا فوز هيلاري كلينتون في ولاية فيرجينيا المحافظة وفوز أوباما في ولاية ميريلاند ومقاطعة كولومبيا، حيث تتركز غالبية من السكان السود فاز سيناتور ولاية إلينوي باراك حسين أوباما بالانتخابات التمهيدية التي شهدتها ولايتا ميريلاند وفرجينيا والعاصمة واشنطن التي تُعرف بمقاطعة كولومبيا (ليست ولاية بل مجرد مقاطعة). وقد أحدث فوز أوباما بجميع أصوات منطقة واشنطن الكبرى مفاجأة للعديد من الخبراء والاستراتيجيين في الشأن الانتخابي داخل الولاياتالمتحدة الذين توقعوا فوز هيلاري كلينتون في ولاية فيرجينيا المحافظة وفوز أوباما في ولاية ميريلاند ومقاطعة كولومبيا، حيث تتركز غالبية من السكان السود. لكن النتائج النهائية للتصويت جاءت مخالفة تماما لتلك التوقعات ومنحت الفوز للسيناتور «صغير السن» المتحمس الذي ينعتونه في بعض وسائل الإعلام بالجينيور سيناتور، بسبب صغر سنه مقارنة مع معدل سن أعضاء مجلس الشيوخ وأيضا بسبب تواضع تجربته السياسية، فصفحته المهنية مازالت بيضاء ولا تشوبها فضائح ولا مواقف قد يستعملها الخصوم السياسيون لمهاجمته وانتقاده، رغم أن معسكر المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون يعتبر أن الصفحة البيضاء ليست بالشيء الإيجابي بتاتا، بل ويقولون إن أوباما مازال يلبس «الحفاظات» في المجال السياسي أو ما يسمونه «الدايبرز». وفاز أوباما في ولاية فيرجينيا بنسبة ثلاثة وستين في المئة وفي ولاية ميريلاند بنسبة ستين في المئة، فيما بلغت النسبة في مقاطعة كولومبيا أكثر من خمسة وسبعين في المئة. الفوز الثامن لأوباما ورفعت نتائج الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء عدد الانتصارات المتتالية لسيناتور إيلينوي على السيدة الأمريكية الأولى السابقة، إلى ثمانية بعدما فاز الأسبوع الماضي بولايات لويزيانا ونبراسكا وواشنطن وماين. ووصف أوباما الذي يحتاج 2025 مندوبا لحسم سباق الحزب، من صوتوا له «بالغالبية الأمريكيةالجديدة»، مؤكدا أن الطريق نحو البيت الأبيض أصبح معبدا أمامه وأن التغيير سيكون المآل الحتمي للعمل السياسي في واشنطن. من جانبها، أعربت السيناتور عن ولاية نيويورك هيلاري كلينتون عن ثقتها في ولايتي تكساس وأوهايو وقالت إنها مستعدة تماما من أجل إحراز الفوز هناك. ويرى مراقبون أن لكلينتون حظوظا كبيرة في الفوز بولاية تكساس التي تقطنها غالبية بيضاء وجالية كبيرة من اللاتين أو الهيسبانيك الذين صوتوا بكثافة لكلينتون في ولاية كاليفورنيا أكبر الولاياتالأمريكية من حيث عدد الأصوات الانتخابية. أزمة مالية في معسكر هيلاري وتأتي التصريحات الحماسية لكلينتون في خضم أزمة عميقة تواجهها حملتها الانتخابية، حيث تم الإعلان عن استقالة مديرة الحملة باتي دويل مباشرة بعد الإعلان عن الصعوبات التي تواجهها هيلاري كلينتون في جمع التبرعات ولجوئها إلى إقراض حملتها مبلغ خمسة ملايين دولار من مالها الخاص، حسب ما أوردته صحيفة «الغارديان» البريطانية التي نشرت تقريرا مطولا عن الموضوع قالت فيه إن السيدة كلينتون بدأت تلجأ إلى ما يسمى ب«إستراتيجية رودي جولياني» التي تعتمد على عدم المشاركة في الانتخابات التمهيدية التي تشهدها الولايات الصغيرة وتركيز الجهود على الولايات الكبيرة التي تتميز بنسبة كبيرة من الأصوات. لكن هذه المناورة بدأت تجر على هيلاري كلينتون غضب الكثير من مناصريها في الولايات الصغيرة، حيث قال أحدهم خلال ربورتاج متلفز بثته قناة CNN إن «الناخبين يتوقعون من هيلاري أن تتودد إليهم وتزورهم في مقاطعاتهم وبيوتهم وتخطيها لبعض الولايات سيثير غضبهم بشكل كبير». ومن المرتقب أن تجري جولة جديدة من المنافسة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما خلال يوم الثلاثاء القادم في ولايتي ويسكونسن وهاواي، لكن عددا كبيرا من المراقبين أجمعوا على إمكانية تحقيق أوباما لفوز كبير هناك على حساب كلينتون التي نقلت حملتها لولايتي تكساس وأوهايو استعدادا للانتخابات التمهيدية هناك والتي ستجري في الرابع من شهر مارس القادم. ماكين يتفوق علىهاكابي حقق المحارب السابق جون ماكين فوزا مفاجئا في ولاية فيرجينيا المحافظة التي كانت نتائج استطلاعات الرأي الأولية بها تشير إلى تفوق القس المعمداني السابق مايك هاكابي، وعزز ماكين تقدمه في صدارة المرشحين الجمهوريين بحصوله على ثلاثة وستين في المئة من الأصوات في فيرجينيا وأربعة وخمسين في المئة في ميريلاند وأكثر من سبعة وستين في المئة من أصوات مقاطعة كولومبيا. ويحتاج ماكين لما لا يقل عن 1191 مندوبا من 2380، ربعهم تقريبا من كبار المندوبين كي يستطيع حسم سباق الحزب الذي سيعقد مؤتمره العام في مينابوليس سانت بول مطلع شهر سبتمبر القادم. لكن ورغم الانتصارات الأخيرة لماكين إلا أنه مازال يواجه صعوبة كبيرة في استمالة المحافظين والمسيحيين الإنجيليين وصقور الحزب الجمهوري الذين يعتبرون ماكين ليبراليا أكثر من اللازم. وحتى الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن، الذي تجمعه صداقة شخصية بجون ماكين قال في حوار مع قناة فوكس نيوز إنه لا يستطيع الحسم بأن ماكين يمثل المبادئ المحافظة التقليدية للحزب الجمهوري، رغم أن بوش أقر بأن ماكين مرشح محافظ وليس ليبراليا كما كان يتهمه المرشح الجمهوري الذي علق حملته الانتخابية ميت رامني والذي كان دائما ما يقول لماكين في المناظرات التلفزيونية «لقد حصلتَ على تزكية صحيفة النيويورك تايمز وهي جريدة ليبرالية ولم يكن المسؤولون هناك مقتنعين بأنك تمثل الفكر الليبرالي لما قرروا تزكيتك»، وغالبا ما كان رد ماكين يأتي هادئا وساخرا «وهل أصبحت تزكية صحيفة بحجم ووزن نيويورك تايمز تهمة؟ لا تنسى بأنني حصلت على تزكية اثنتين من الصحف التي تُموّل مباشرة من شركاتك الكثيرة فلماذا تزكيني صحف تستفيد من أموالك لو لم تكن تؤمن فعلا بأنني أمثل القيم الحقيقية للحزب الجمهوري؟». وقد بدأت أجواء الانتخابات المليئة بالتشنج في إلقاء ظلال ثقيلة على المزاج العام داخل الولاياتالمتحدة، حيث أعرب عدد متزايد من الأمريكيين عن رغبتهم في أن تنتهي هذه الانتخابات التمهيدية الطويلة بسرعة كي تبدأ الانتخابات الرئاسية الرسمية ويدخل البيت الأبيض رئيس جديد يستطيع إنعاش الاقتصاد العليل وإعادة الاعتبار للدولار المريض، وهذا مطلب للمواطنين الأمريكيين الذين يملكون وحدهم حق التصويت ومطلب المهاجرين المقيمين داخل الولاياتالمتحدة أيضا والذين يديرون مشاريعهم الصغيرة بفعل تباطؤ الاقتصاد وأدى تراجع الدولار إلى مضاعفة المبالغ التي يرسلونها إلى عائلاتهم في بلدانهم الأصلية.