أوباما بالرئاسة قبل ظهور نتائج ولايات الساحل الغربي للولايات المتحدة حيث تخطى بسرعة حاجز ال 270 صوتا في المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض بعد فوزه بولايات حاسمة مثل فرجينيا وأوهايو وبنسلفانيا. وبحسب آخر تقديرات حصلت عليها بي بي سي وصل انتصار أوباما الكاسح إلى 338 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 155 لماكين. وقال الرئيس المنتخب في الخطاب الذي القاه في مدينة شيكاغو عقب الاعلان عن انتصاره "اذا كان هناك اي شخص ما زال لديه شكوك ان امريكا بلد حيث يمكن لكل الاشياء ان تحدث؛ او ما زال يتعجب ما اذا كان حلم مؤسسينا ما زال حيا في الوقت الراهن؛ او ما زالت لديه تساؤلات بشأن ديمقراطيتنا، الليلة هي اجابتك". وقال اوباما "بسبب ما قمنا به التغيير جاء إلى أمريكا". وأضاف أمام حشد من انصاره قدر عددهم نحو 125 الف شخص، في معقله مدينة شيكاغو بولاية إلينوي إن " انني لن انسى ابدا لمن ينتمي هذا النصر حقيقة، انه ينتمي لكم". وقال اوباما "من وقفوا بالساعات للإدلاء بأصواتهم ربما لأول مرة لأنهم آمنوا بأن أصواتهم ستحدث فرقا". واعتبر الرئيس المنتخب أن "أمريكا أرسلت رسالة للعالم نحن كنا وسنظل الولاياتالمتحدةالأمريكية". وقال أوباما إن القوة الحقيقة لبلاده ليست فقط بالسلاح ولكن بالديمقراطية والتعددية. ووجه أوباما الشكر إلى منافسه الجمهوري جون ماكين والتي كانت مرشحة معه نائبة سارة بالين وقال إنه يتطلع للتعاون معهما. واعتبر اوباما ان انتخابه رئيسا هو بداية التغيير الذي رفعه شعارا لحملته، وليس عملية التغيير نفسها. وقال " ان ما بدا منذ 21 شهرا في اعماق فصل الشتاء، لا ينبغي ان ينتهي هذه الليلة الخريفية. هذا الانتصار ليس هو التغيير الذي نسعى اليه، انه فقط الفرصة التي نريدها لاحداث التغيير. وذلك لا يمكن ان يحدث اذا تعاملنا مع الامور بنفس الطريقة الماضية. التغير لا يمكن ان يحدث بدونكم". يشار إلى أن أوباما هو ثالث رئيس من الحزب الديمقراطي خلال ثلاثة عقود بعد جيمي كارتر وبيل كلينتون. وخاض أوباما واحدة من أطول وأشرس الحملات في تاريخ الانتخابات حيث انتزع ترشيح حزبه بعد منافسة شرسة مع هيلاري كلينتون ثم نافس ماكين حتى الساعات الأخيرة. وأوباما أيضا هو أول عضو بالكونجرس يصل إلى الرئاسة منذ عهد الرئيس جون كينيدي. ووصل أوباما إلى البيت الأبيض تحت شعار التغيير وجاب أرجاء البلاد مدافعا عن أفكارة وبرامجه للإصلاح الاقتصادي. وقد اقر منافسه الجمهوري السيناتور جون ماكين بهزيمته في الانتخابات الأمريكية وقال إنه اتصل بأوباما وهنأه على فوزه بالرئاسة الأمريكية وقال ماكين إنه يدرك أن هذا الفوز تاريخي وذا مغزى لبلد يحبانه سويا. وامتدح ماكين الرئيس المنتخب وقال إنه أنجز أمورا عظيمة بالنسبة لنفسه ولبلاده، وقال إن أمريكا تمر بأوقات عصيبة وحث جميع الأمريكيين الذين ساندوه على مساندة أوباما ، وعلى تجاوز الخلافات وتحقيق الرفاهية وتوفير الأمن لأمريكا. وتعهد ماكين بدعم الرئيس المنتخب وقال إنه سيستمر في خدمة بلاده التي يكن لها الحب ولكل مواطنيها "سواء أيدوني أو أيدوا السيناتور أوباما". ويفتح فوز أوباما فصلا جديدا في التاريخ الأمريكي كما يشكل سابقة هي الأولى من نوعها في زعامة الديمقراطيات الغربية. وقد صدقت استطلاعات الرأي التي توقعت تقدم أوباما وحدوث إقبال غير مسبوق من الناخبين الأمريكيين على صناديق الاقتراع. ولم يقتصر تقدم الديمقراطيين على فوزهم بالبيت الأبيض بل عززوا أغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب على حساب الجمهوريين. ويقول المراقبون إن استراتيجية أوباما التي تمثلت في غزو الولايات "الحمراء" وهي الولايات التي تدين بالولاء للحزب الجمهوري وعدم اكتفائه بالولايات الديمقراطية الزرقاء كانت استراتيجية موفقة. وقد عزز امتعاض الناخبين الأمريكيين من السياسات الاقتصادية للرئيس بوش وحزبه الجمهوري من فرص أوباما والديمقراطيين في الفوز. وفاز أوباما أيضا بولايات أوهايو وكلورادو وكاليفورنيا وأيوا و فيرمونت والعاصمة واشنطن وكونيتيكت وميريلاند وبنسلفانيا وماساشوسيتس وماين ونيوجيرسي وديلاوير ونيوهامبشاير وإلينوي ونيويورك و ويسكونسن ورود أيلاند ومينيسوتا ونيوميكسيكو وهاواي وأوريجون. بينما فاز المرشح الجمهوري جون ماكين بولايات يوتاه و كنتاكي وساوث كارولينا وتينسي وأوكلاهوما وأركنسو وألاباما و وايومينج ونورث داكوتا وساوث داكوتا وجورجيا وكنساس ولويزيانا و ويست فيرجينيا وتكساس وميسيسيبي ونبراسكا وأريزونا وإيداهو..