أظهر أحدث استطلاع للرأي تقدم باراك أوباما المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية المقررة في الرابع من نوفمبر المقبل , بشكل طفيف على منافسه الجمهوري جون ماكين بفارق خمس نقاط. وجاء في استطلاع الرأي بحسب ما أورده راديو «سوا» الامريكى، أمس الأربعاء، أن التقدم المسجل في الأسبوع الأخير من حملة الانتخابات أظهر أن نسبة التأييد لأوباما بين الناخبين المحتملين بلغت 49 بالمائة مقابل 44 بالمائة لماكين، وهو ما يشير إلى تحسن مقداره نقطة واحدة لأوباما عن أول أمس الثلاثاء حينما كان متقدما بأربع نقاط. ونقل عن أحد محللي الانتخابات أن «الأزمة الاقتصادية ساهمت في تقوية موقف أوباما في الولايات الأكثر تضررا من الأزمة لأن الناخبين يميلون إلى تحميل الحزب الحاكم المسؤولية عن الوضع الاقتصادي في البلاد «. وأوضح أن الأزمة الاقتصادية ساعدت أوباما كثيرا في المناطق التي توجد بها نسبة كبيرة من أفراد الطبقة العاملة لكون الناس بدأوا يشعرون بالقلق على مستقبل وظائفهم وأمنهم. وكان استطلاع آخر للرأي أجراه المعهد العربي الأمريكي ونشرت نتائجه أول أمس الثلاثاء قد أفاد أن أوباما يتفوق على ماكين بفارق 44 نقطة لدى الناخبين العرب الأمريكيين. وقال المعهد العربي الامريكي، في بيان وزعه على الصحافيين، إن «أوباما حقق تقدما جوهريا بين الناخبين العرب الأميركيين» منذ منتصف شتنبر الماضي حتى اليوم. وأضاف المعهد، الذي يترأسه جيمس زغبي, والذي يعتبر أكبر منظمة تعنى بشؤون العرب الأمريكين في الولاياتالمتحدة, أن ارتفاع نسبة التأييد لأوباما بين العرب الامريكيين «ليس مفاجأة بالنظر إلى أن ثلثي العرب الأمريكين تأثروا بالأزمة الاقتصادية» التي بدأت الشهر الماضي. وأكد المعهد أنه طبقا لنتائج الاستفتاء فإن القضية الأولى التي تشغل العرب الأمريكيين هي الاقتصاد، يليه بمسافة بعيدة موضوعا العراق والرعاية الصحية. وقال زغبي إن «مجموعة من العوامل المتشابكة أدت إلى هذا التاييد الكبير لأوباما وإلى زيادة نسبة العرب الذين ينتمون إلى الحزب الديموقراطي». واعتبر زغبي أن «الناخبين العرب قد يكون لهم تأثير في خمس ولايات أمريكية وهي ميتشيغان وفلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا». إلى ذلك قال مسؤول «الديبلوماسية العامة» لادارة بوش في وزارة الخارجية الامريكية جيمس غلاسمان إن انتخاب المرشح الديموقراطي باراك اوباما سيكون «أمرا مفيدا جدا» لصورة الولاياتالمتحدة. وفي مؤتمر صحافي مخصص «لحرب الأفكار» التي تخوضها الولاياتالمتحدة بموازاة «الحرب على الإرهاب»، قال غلاسمان «أعتقد أنه سيكون أمرا مفيدا جدا للولايات المتحدة أن تنتخب أسود» للرئاسة. ويتولى غلاسمان منصب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الديبلوماسية العامة، وتتمثل مهمته في تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم. ولكن المسؤول في إدارة بوش حرص على القول إنه لا يؤيد ترشيح باراك اوباما الذي قد يصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة. غير أنه اعتبر أن غلق معسكر غونتانامو، الذي يعتبر أحد الأسباب الأساسية للنزعة المعادية لأميركا في أوروبا، لن يكون له أي تاثير على صورة الولاياتالمتحدة في العالم. وقال «لا أعتقد أن ذلك سيكون له تاثير على صورة الولاياتالمتحدة». وتعهد المرشحان للرئاسة بغلق هذا السجن الذي يقبع فيه 273 شخصا محتجزين بلا محاكمة منذ سنوات. ورغبة في تعزيز حظوظه، اشترى أوباما 30 دقيقة على ثلاث من المحطات الوطنية الأربع، قبيل مباراة في البيسبول سيتابعها ملايين المشاهدين. وسيبث هذا الاعلان، الذي سيتميز بمدته الطويلة، قبل أسبوع من الرابع من نونبر على شبكات سي.بي.اس وان.بي.سي وفوكس، كما أوضح فريق حملة المرشح الديموقراطي إلى البيت الابيض. ونجحت شبكة فوكس في التفاوض مع منظمي البطولة الوطنية في البيسبول لإقناعهم بتأخير بداية المباراة النهائية بين فريقي تامبا باري رايس وفيلادلفيا فيليس. وتكتم فريق حملة أوباما عن مضمون هذا الإعلان، الأول من نوعه من حيث مدته الطويلة في حملة رئاسية منذ الترشح المستقل للميلياردير روس بيرو في 1992. وواصل باراك أوباما الذي أثبت منذ بداية الحملة الانتخابية قدرة استثنئاية على جمع الأموال من الناخبين، جمع ملايين الدولارات في الأسابيع الأخيرة. واعتبر إيفان ترايسي، المسؤول في مجموعة متخصصة في تحليل الإعلانات الانتخابية، أن تكلفة ظهور المرشح الديموقراطي على شاشة التلفزيون ستناهز خمسة ملايين دولار. ويقول الخبراء إن إجمالي المبالغ التي أنفقها الديموقراطيون على الإعلان الانتخابي قد يناهز 250 مليون دولار. من جهته، وافق المرشح الجمهوري جون ماكين على تسلم 84,1 مليون دولار من الأموال العامة لتمويل حملته، ولا يستطيع نظريا إنفاق مائة دولار إضافي حتى الرابع من نونبر. وقال ترايسي إن اوباما سيكون قد أنفق في نهاية الحملة مبلغا يفوق بحوالى 100 مليون دولار ما أنفقه منافسه الجمهوري على الإعلانات. وأضاف أن خطاب أوباما قبل مباراة البيسبول دليل على رغبته في التوجه إلى الناخبين الذكور والشبان.