رد الديموقراطي ، باراك اوباما ، على اتهام حملة منافسه الجمهوري له «»بمصادقة ارهابيين»», بتسليط الضوء على تورط جون ماكين في فضيحة مالية هزت البلاد في ثمانينات القرن الماضي. وقبل اقل من شهر من الانتخابات الرئاسية في الرابع من نونبر, احتدمت الحملة الانتخابية حين صعد الجمهوري جون ماكين اللهجة ساعيا لردم الهوة المتزايدة بين المرشحين في استطلاعات الرأي, بينما يثير الوضع الاقتصادي الاميركي مخاوف كبرى لدى الناخبين. وقبل يومين من ثاني مناظرة تلفزيونية بين المتنافسين, بث اوباما اعلانا جديدا ورسائل الكترونية ذكر فيها بتواطؤ ماكين في فضيحة حول الثري تشارلز كيتينغ الذي ادى انهيار مؤسسة ادخار وقروض كان يملكها ، الى تبخر مدخرات العديد من المتقاعدين المسنين. وكان ماكين حينها عضو في مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ عرفت بمجموعة «»خمسة كيتينغ»» تلقت هدايا وخدمات من رجل الاعمال الذي ادخل السجن ، وتدخلت لدى الهيئات الضابطة للاقتصاد للتأكيد على ان شركته بوضع صحيح وجيد. وقال ديفيد بلوف، مدير حملة اوباما ، في رسالة الكترونية الى المؤيدين «، «هل تذكركم هذه القضية بشيء؟»» بعدما صادق الكونغرس ، الاسبوع الماضي ، على خطة بقيمة700 مليار دولار لانقاذ وول ستريت. واضاف «»حاولت حملة ماكين تجنب الحديث عن الفضيحة, لكن التذكير بماضي ماكين مع كيتينغ يفرض نفسه لما تحمله تلك القصة من نقاط شبه مع الازمة الحالية ، ومن حق الناخبين ان يعرفوا الوقائع ويتحققوا بانفسهم من سوء تقدير جون ماكين»». وكانت مرشحة ماكين لنيابة الرئاسة ، ساره بايلن، اطلقت شرارة هذه المعركة الاخيرة عندما اتهمت اوباما ب»»مصادقة ارهابيين»» ، في اشارة الى مقال في «نيويورك تايمز»، ذكر ان اوباما التقى في الماضي الناشط السابق ضد حرب فيتنام ، بيل ايرس ، الذي قامت مجموعته «»ويثرمان»» بحملة تفجيرات ضد مقرات حكومية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وقالت بايلن، في لقاء مع مؤيدين ، ان المرشح الديموقراطي «»ليس رجلا يرى اميركا مثلما نراها انا وانتم, قوة الخير العظمى في العالم»». وتضمن هذا الكلام تلميحات الى ان اوباما, اول اسود يحظى بفرصة فعلية في الدخول الى البيت الابيض, لا يشبه المواطن الاميركي العادي الابيض. وقال تاكر باوندز ، المتحدث باسم ماكين، «»ان الاسابيع الاربعة الاخيرة من هذه الانتخابات ستدور حول ما اذا كان الشعب الاميركي مستعد لتسليم اقتصادنا وامننا القومي الى باراك اوباما, الشخص الذي له حصيلة هزيلة وتقدير للامور مشكوك فيه ، وارتباطات برموز راديكالية، مثل الارهابي المحلي وليام ايرس ، الذي لم يأسف على ما قام به»». ورد اوباما على هذه التهم باعلان تلفزيوني جديد يسلط الضوء فيه على سلوك ماكين (72 عاما) «»المرتبك»» في خضم المعركة، التي دارت الاسبوع الماضي ، في الكونغرس حول خطة انقاذ القطاع المصرفي. وقال اوباما متوجها الى حشد من28 الف مؤيد في اشفيل ، بولاية كارولاينا الشمالية ، «»يفضلون النيل من حملتنا على النهوض بهذا البلد. هذا ما تفعلونه حين تفقدون التواصل وتفتقرون الى الافكار والوقت»». واكد في المقابل انه يعتزم التركيز على المسائل الحياتية التي تهم الناخبين ، بما في ذلك ازمة الضمان الصحي, في وقت يواجه الاقتصاد الاميركي خطر الانكماش ، ولا سيما على ضوء احصاءات اخيرة اشارت الى الغاء760 الف وظيفة حتى الان هذه السنة. وفي ظل الازمة المالية الحالية ، التي تهدد وول ستريت والاميركيين العاديين, تشير استطلاعات الرأي الى تقدم اوباما على المستوى الوطني، وفي ولايات اساسية مثل فلوريدا ، واوهايو ، وبنسلفانيا.