اكتسح المرشح الديمقراطى، باراك اوباما ، الانتخابات الرئاسية الامريكية ، التى اجريت يوم الثلاثاء الماضي، ليصبح بذلك الرئيس ال44 للولايات المتحدةالامريكية ، واول اسود يصل الى البيت الابيض. وفاز اوباما (47 عاما ) على منافسه الجمهورى جون ماك كاين (72 عاما ) بتجاوزه بنسبة كبيرة عتبة ال270 اللازمة من اصوات كبار الناخبين ال0 538 . وحسب تقديرات شبكات التلفزيون الامريكية ، فقد حصل اوباما على 333 من اصوات كبار الناخبين ، مقابل155 لماك كاين. وفاز اوباما فى ولايات هامة مثل ، نيويورك، وكاليفورنيا ، وفلوريدا، واوهايو ، وبنسيلفانيا. ويعتبر انتخاب اوباما حدثا تاريخيا فى بلد لم يكن للسود الحق فى التصويت فيه حتى نصف قرن مضى. وياتى فوزه المنتظر بعد ثمانى سنوات من ادارة الرئيس الجمهورى جورج بوش التى اثارت غضب الراى العام الدولي بسبب سياستها الموصوفة بالعدوانية والاحادية. وسيرث اوباما وضعا اقتصاديا صعبا ، اذ تمر الولاياتالمتحدة بأسوأ أزمة اقتصادية منذ الأزمة المالية عام 1929 ؛ كما انه سيرث حربين تخوضهما بلاده فى وقت واحد فى العراق وافغانستان . وقد اقتنص السناتور الديمقراطي، باراك أوباما ، مقعد الرئاسة الامريكية في البيت الابيض، بعد معركة انتخابية دامت عامين ، هزم فيها منافسه الجمهوري ، جون مكين، ليصنع التاريخ ، ويصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة. وسيؤدي أوباما اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الامريكي الرابع والاربعين ، يوم20 يناير2009 المقبل؛ وتنتظره تحديات فورية ، بدءا من التعامل مع الازمة الاقتصادية ، الى انهاء حرب العراق ، ومحاولة اصلاح شاملة لنظام الرعاية الصحية الامريكي. وتبخر أمل ماكين في تحقيق نصر مفاجئي ، بتلقيه سلسلة من الهزائم في ولايات رئيسية شهدت معارك حامية ، على رأسها أوهايو، وفلوريدا ، التي كانتا سببا في هزيمة الديمقراطيين مرتين من قبل. وفوز أوباما ، وهو من أب كيني أسود ، وأم أمريكية بيضاء من كانساس ، هو علامة في التاريخ الامريكي ، وجاء بعد45 عاما من ذروة حركة الحقوق المدنية التي تزعمها مارتن لوثر كينغ. وقال أوباما ، أمام أكثر من200 ألف من أنصاره المبتهجين الذين احتشدوا في متنزه غرانت في شيكاغو للاحتفال بفوز المرشح الديمقراطي «كان هذا مقدرا ان يحدث منذ فترة طويلة ، لكن الليلة ، ونتيجة لما فعلناه اليوم في هذه اللحظة الفاصلة ، أتى التغيير الى أمريكا. سيكون الطريق أمامنا طويلا. سنتسلق منحدرا صعبا. وقد لا نصل الى هناك في عام أو حتى في فترة ولاية واحدة...» ودعا أوباما الامريكيين الى دعم روح الوحدة لمجابهة التحديات الملحة. وهنأ غريمه الجمهوري المهزوم ، ماكين ، على الحملة الطويلة والشاقة التي خاضها. ودعا الامريكيين لدعم «روح التضحية الجديدة».