اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة المهندس "إسماعيل أبو شنب" 53 عاما القيادي السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس. وتمت عملية الاغتيال عندما أطلقت طائرة إسرائيلية من نوع أباتشي خمسة صواريخ تجاه السيارة التي كان يستقلها مما أدى إلى استشهاده واستشهاد اثنين من مرافقيه هما: "مؤمن بارود" 24 عاما، و "هاني أبو العمرين" 23 عاما وهما من كوادر حماس، وإصابة 18 فلسطينيا تصادف وجوهم في المكان. وأفاد شهود عيان أن الصواريخ التي أطلقتها طائر أباتشي أدت إلى اندلاع النيران في السيارة المستهدفة مما أدى إلى إحراق الجثث واستشهاد من كان في السيارة. الرنتيسي: الجريمة لن تمر دون رد وأعلنت حركة حماس عقب عملية الاغتيال عن انتهاء الهدنة، مهددة برد موج وقاس على الجريمة. وقال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عملية اغتيال أبو شنب "جريمة جديدة نكراء ترتكبها العصابات الصهيونية بقيادة الإرهابي شارون، واستهدفت قائدا سياسيا وأستاذا جامعيا كان متوجهة لإلقاء محاضرته في الجامعة". وأضاف في حديث لمراسل "التجديد" أن "هذه العملية وضعت حدا للهدنة وسيتحمل شارون وحكومته وعصاباته نتائجها ولن تمر دون رد قاس وموجع من حركة حماس والشعب الفلسطيني الذي لم ولن يقبل الذل والخنوع". وشدد على أن "ساحة المعركة مع الاحتلال مفتوحة في كافة أنحاء فلسطين المقدسة وستطال الصهاينة أينما كانوا ومهما كانوا". وأكد الرنتيسي أنه لا يمكن لأحد أن يعتبر المقاومة وشجب الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية وتعرية الاحتلال تحريضا. وأضاف: إذا كان كلامنا يثير الشعب الفلسطيني ويعزز صموده ومقاومته فعلى السلطة أن تعلم أن هذا هو خيار الشعب الفلسطيني وعليها أن تنحاز له ولمصالحه. واستنكر الرنتيسي الإجراءات التي اتخذتها السلطة ضد الحركة ومنعها القادة السياسيين من التحدث إلى وسائل الإعلام ونصب الحواجز العسكرية للكوادر العسكريين وقال: هذه أساليب لا تتفق مع أهداف ومساعي الشعب الفلسطيني للتحرير، ونحن نستغرب ونستهجن هذا الأمر الذي يتوافق مع سياسية وأهداف الشعب الفلسطيني، وينبغي ألا يصدر من السلطة الفلسطينية تصرفات تسيء لشعب الفلسطيني وتتنكر لمقاومته الباسلة وتستجيب لإملاءات وضغوطات صهيونية وأمريكية. وعن مصير العلاقة مع السلطة تابع الرنتيسي: علينا أن نعرف تصرفات الاحتلال كما هي الواقع ونعمل مع الاحتلال باللغة التي يفهمها، إننا كنا وما زلنا دعاة وحدة ولكن السلطة في الطرف الآخر هي التي تحاربنا، ولكن نؤكد أن سلاحنا سيظل موجها ضد الاحتلال فقط ونتمنى أن تعود السلطة وتنحاز لخيار الشعب الفلسطيني. وأكد الرنتيسي أن حركة حماس لم تتلق أية تعازي أو اتصالات تضامنية من قبل السلطة الفلسطينية أو أي من قادتها. وردا على سؤال عن عدم اتخاذ قادة حماس لاحتياطات أمنية لحماية قادتها قال الرنتيسي: نحن وضعنا أنفسنا وسخرناها لخدمة ديننا وأمتنا ووطنا وشعبنا وأعلنا أننا طلاب الشهادة التي طالما تمنيناها، ولدينا قناعة أنه لن يصيبا إلا ما كتب الله لنا، ونقول إنه لا يكمن لأي منا كقائد سياسي أن يختبئ تحت الأرض، وكما تعلم فنحن قيادات سياسية ولكل منا عمله اليومي العادي ولا يمكن أن يختفي. وأضاف: نؤكد للاحتلال وللعالم أن اغتيال وقتل القادة لن يوفر الأمن للكيان الصهيوني، بل سيخرج قيادة أخرى لا يعرفها العدو الصهيوني، وسيعرفون حينها كيف المواجهة وكيف الرد والتحدي وأن عمليات الاغتيال لم تحقق شيئا للكيان الصهيوني. وقال: لا يمكن أن نرد القدر، وعلى العدو أن ينتظر الرد القاسي والموجع والمؤلم على عملية الاغتيال الجبانة وحينها سيندم شارون ألف مرة . جريمة سياسية من جهته أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بيانا ندد فيه بعملية الاغتيال وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوضع هد للانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والقادة السياسيين. وقال المركز في بيان وصل "التجديد" نسخة منه إن قوات الاحتلال "اقترفت جريمة جديدة من جرائم القتل خارج نطاق القضاء (الاغتيال السياسي) راح ضحيتها القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية إسماعيل أبو شنب ومرافقه الاثنين، فيما أصيب 19 شخصاً بجراح ممن صادف مرورهم في المكان". وذكر المركز أن عملية الاغتيال تمت في حوالي الساعة 1:15 من بعد الظهر عندما أطلقت طائرات مروحية إسرائيلية خمسة صواريخ باتجاه سيارة مدنية فلسطينية كانت تسير في شارع الصناعة، مقابل مبنى محافظة مدينة غزة، وهو أحد الشوارع الرئيسة ويقع في منطقة مكتظة بالسكان". وكرر المركز دعوته للمجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بالتدخل العاجل والفوري لوقف الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من جانب قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي. فلسطين-عوض الرجوب