أكد الأساتذة الإسلاميون في أكثر من مناسبة أن نوعا من الحماس قد ساد بين صفوف الأساتذة الجامعيين، الذين راهنوا على أن يكون المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم العالي محطة حاسمة نحو بناء نقابة منفتحة على القضايا الحقيقية للجامعة والمجتمع، وأنهم وضعوا لتحقيق هذا الهدف شروطا، منها أولا القطع النهائي مع الطريقة السابقة في التسيير، التي تميزت بهيمنة حزبية مطلقة لحزب سياسي واحد، وثانيا إشراك جميع الفعاليات والمكونات الفاعلة في الحقل الجامعي، وثالثا عدم إقصاء أي طرف جامعي، ثم رابعا عدم التحالف بين أي طرفين على حساب طرف آخر. ويتضح من خلال ما سنتطرق إليه من تصريحات أن المستقبل القريب للنقابة الوطنية للتعليم العالي أصبح مفتوحا على كل الاحتمالات، ذلك أن عددا من الأساتذة لم يعودوا قادرين على الاستمرار في نقابة تنتصر لما هو سياسي على حساب ما هو نقابي، بسبب استمرار النزعة الحزبية المهيمنة، وأصبحوا بذلك يتحدثون عن تعددية نقابية تمكن جميع الأساتذة من العمل النقابي والتعبير عن مطالبهم بعيدا عن كل توظيف سياسي أو تحريف للملف المطلبي. من جانب آخر تفرض المرحلة التي تمر بها الجامعة المغربية، ونحن في النصف الثاني من السنة الأولى لتطبيق الإصلاح البيداغوجي، نوعا من التوحد في المواقف وتوجيه الاهتمامات لخدمة القضايا الجامعية الكبرى، والعمل على الارتقاء بأداء الجامعة من حيث إسهامها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة. للاطلاع على بعض الحقائق والمعطيات التي رافقت أشغال المؤتمر، سواء في توقيته المحدد، أو في توقيته الإضافي، تقدم التجديد ملفا في الموضوع يتطرق لما حدث داخل المؤتمر، وكيف تم تدبير الخلافات التي كانت تطفو على السطح بين الحين والآخر، كما تقدم وجهات نظر بعض المعنيين من خلال تصريحات كل من عبد العزيز أفتاتي، منسق الأساتذة الإسلاميين، وعبد الحق منطرش، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، ولحسن موثيق عن تيار الأساتذة التقدميين، ومحمد محاسن، عن الأساتذة حاملي الدكتوراه الفرنسية، وأخيرا وجهة نظر الشرقاوي المظفار، مقرر لجنة تتبع الإصلاح. وقد حاولنا أن نقدم رأي قطاع الأساتذة الأطباء في الموضوع، لكننا لم نتمكن، وفضل الذين اتصلنا بهم أن نمهلم حتى يتفقوا على رأي موحد. إعداد: عبد الرحمان الخالدي