لم تنته أشغال المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم العالي أول أمس الأحد كما كان محددا، وواصل المؤتمرون أمس أشغالهم من خلال الاستمرار في مناقشة الورقات المعدة، التي من المنتظر أن يصادق عليها المؤتمرون في الجلسة الختامية للمؤتمر، ويهم الأمر خمس ورقات، تتعلق الأولى بالإصلاح الجامعي، والثانية بالملف المطلبي للأساتذة، والثالثة بالبيان الختامي، والرابعة بمؤسسات تكوين الأطر، والأخيرة بملف البحث العلمي. ومن المنتظر أن تسفر نتائج انتخاب تجديد هياكل النقابة، التي لم تتم إلى حدود زوال أمس، عن مشاركة الإسلاميين في كل من المكتب الإداري واللجنة الوطنية، بحصة قد تعادل نسبة تمثيلية بعض الأطراف الأخرى كالأساتذة المنتمين لحزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديموقراطية والحزب الاشتراكي الديموقراطي، أو الأساتذة التابعين لليسار غير الحكومي من مثل النهج الديموقراطي القاعدي واليسار الاشتراكي الموحد، والوفاء للديموقراطية وحزب الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي. بينما ستعرف نسبة تمثيلية حزب الاتحاد الاشتراكي في المؤسستين نوعا من التراجع. وقد انتهى الوقت المحدد للمؤتمر، الذي هو مساء الأحد الماضي، دون أن تسفر نتائجه عن تحقيق الغاية التي من أجلها انعقد، ومن ثم، فإلى حدود هذا التوقيت، تمت المصادقة فقط على التقريرين المالي والأدبي، وسط امتناع الأساتذة الإسلاميين عن التصويت عليهما. ومن جانب آخر، عرفت أشغال المؤتمر توقفا امتد 19 ساعة، (من حوالي الساعة الخامسة من صباح الأحد إلى الساعة الثانية عشر من مساء اليوم نفسه)، بسبب نقاش مسطري في ظاهره حول مقترح يرمي إلى التصويت سرا على التقريرين المالي والأدبي، وهو في العمق كان مقترحا يرمي إلى التمكين من تصويت عقابي على التقريرين. غير أنه لما لم يكن المقترح محسوما فيه قبل أن يعرض بالمؤتمر، لم يعرف طريقه إلى التنفيذ. وكان ذاك التوقف فرصة تم خلالها تأكيد خيار التشارك الداخلي لكل الفعاليات النقابية على الصعيد الوطني داخل النقابة نفسها. وكان حضور الإسلاميين في المؤتمر وازنا وشاملا للمؤسسات الجامعية بالمغرب، مثل 25 بالمائة من العدد الإجمالي للمؤتمرين، بينما نسبة حضور التجمع اليساري لم تتعد 15 بالمائة، ممثلة فقط بأساتذة من الدارالبيضاء ومراكش والرباط ومكناس، واللجنة الإدارية بنسبة حوالي 13 بالمائة، في الوقت الذي مثلت فيه نسبة الاتحاديين 30 بالمائة، أخذا بعين الاعتبار هيمنة هذا الحزب على النقابة، فضلا عن أن حوالي 80 مؤتمرا اتحاديا كانوا من مدينتي الرباطوالدارالبيضاء، حيث العديد من المؤسسات التابعة للتعليم العالي. واقتسمت العديد من الأطراف، كحاملي الدكتوراه الفرنسية والأطباء وحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية والحزب الاشتراكي الديموقراطي وجبهة القوى الديموقراطية، النسبة المتبقية. وقال الأستاذ عبد العزيز أفتاتي، عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي منذ سنة ,1989 إن الطرف الإسلامي أصبح من الضروري أن يكون ممثلا داخل المكتب الوطني للنقابة، لما أصبح يتميز به من كفاءات وقدرات، كما ونوعا، من شأنها أن تنتقل بالنقابة من هيمنة طرف واحد، في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، إلى نقابة تشاركية منفتحة ومفتوحة على المستقبل، بما يعني ذلك من انفتاح على القضايا الحقيقية للجامعة والمجتمع، على اعتبار، يضيف أفتاتي، أن النقابة لا يمكن أن تنفتح على المجتمع وهي لما تنفتح بعد على أعضائها. عبد الرحمان الخالدي