انتهت أول أمس (الثلاثاء 6 أبريل) أشغال المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وتم تشكيل اللجنة الإدارية من خمس حساسيات حزبية فقط، مثلت كلا من الاتحاد الاشتراكي والاشتراكي الديمقراطي والتقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والاستقلال، فضلا عن تيار الأساتذة حاملي الدكتوراه الفرنسية. وجاء انسحاب العديد من الفعاليات والكفاءات من المؤتمر، بمن فيها فعاليات الطرف الإسلامي والنهج الديموقراطي، احتجاجا على ما عرفته أشغال المؤتمر من مخالفات، خاصة على مستوى جمع لائحة الترشيحات. وفي هذا السياق أكد خالد الصمدي، رئيس المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي، أن الرهان الأساسي للمؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم العالي كان هو استيعاب جميع المكونات الموجودة في الساحة، وخاصة تلك التي لها وزن واضح، بما في ذلك الأساتذة الإسلاميون والاتحاديون والديموقراطيون. وقال ل التجديد إن مفاوضات جرت بين الأطراف الوازنة الحاضرة في المؤتمر، تم التوصل على إثرها إلى تراض وتوافق، على أساس ضمان تمثيلية كل هذه الأطراف في الهياكل الوطنية للنقابة، وصوت بسببها، وبصيغ مختلفة، على التقريرين المالي والأدبي. وكان من المنتظر، يقول المتحدث، أن يستمر التوافق نفسه في انتخاب أجهزة النقابة لسببين اثنين يتعلق أولهما بكون استمرار حزب واحد مهيمن على النقابة من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى سيطرة ما هو سياسي على ما هو نقابي، ويتعلق ثانيهما بكون تمثيلية حساسيات متعددة في الأجهزة الوطنية للنقابة من شأنها أن تجدد الدماء في المكتب الوطني للنقابة، وأن تدفع به إلى الأمام، خاصة في هذه الظروف التي تمر فيها الجامعة المغربية بظروف حرجة. وأضاف الصمدي أن الذي حدث هو أن الجهة المهيمنة على النقابة (في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي) لا تريد مكتبا قويا، على اعتبار أن وجود هذا الأخير من شأنه أن يعيد التفاوض من جديد في ما يتعلق بقضايا الإصلاح، في حين أن الحرص على مكتب ضعيف معناه الحفاظ على الوثيرة نفسها التي كان المكتب السابق يشتغل بها، بما يعني ذلك، يضيف الصمدي، من خضوع للإملاءات السياسية للحزب المهيمن. وأكد رئيس المنتدى أنه لما تبين، بما لا شك فيه، أن حزب الاتحاد الاشتراكي تراجع عن كل الاتفاقات السابقة، وأنه لم يعد وفيا لمبدإ إشراك جميع الفعاليات في التسيير، كان من الطبيعي أن يؤدي هذا الانقلاب إلى انسحاب طبيعي للعديد من الفعاليات من المؤتمر قبل انتهاء أشغاله. وحول الآفاق المستقبلية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، بالنظر إلى المكتب الجديد الذي أفرزه من تبقى من المؤتمرين أول أمس الثلاثاء، أشار الصمدي، بعدما توقع ظهور تكتلات نقابية جديدة في المستقبل القريب، إلى أن النقابة ستواصل السير على النسق نفسه الذي سار عليه المكتب السابق، وأن عزلة المكتب الوطني عن القواعد التي تسيطر عليها التيارات العاملة في الساحة الجامعية ستتقوى. عبد الرحمان الخالدي