لم تشفع الأصوات المنادية من قبل جمعيات المجتمع المدني والتي وصل صداها إلى عمالة الجديدة، في حل مشكل غابة الحوزية ضواحي مدينة الجديدة التي أصبحت عرضة للتخريب والتهميش من خلال الوضعية التي أصبحت عليها جراء الفوضى في تساقط أشجارها وإقتلاعها .. فغابة الحوزية بإقليم الجديدة ، تشكل حزامًا أخضرًا شمال المدينة، وهي تعد بمثابة المتنفس الطبيعي لكل من الجديدة وآزمور. تمتد الغابة بطول حوالي 9 كيلومترات وتغطي مئات الهكتارات من النسيج الغابوي، مشكّلة حماية طبيعية ضد زحف الرمال على الشريط الساحلي. كما تحتضن غابة الحوزية تنوعًا بيولوجيًا ملفتًا للنظر، حيث تنمو بها أنواع متعددة من الأشجار مثل الكالبتوس والميموزا، بالإضافة إلى عدد من النباتات الشوكية. هذه الأشجار والنباتات تشكل نظامًا بيئيًا متوازنًا يساهم في الحفاظ على البيئة المحلية. و على الرغم من أهمية الغابة، إلا أنها تواجه تهديدات كبيرة بسبب التوسع العمراني والسياحي. تم اقتطاع مساحات شاسعة منها لإنشاء ملعب للكولف ومنتجع سياحي مزغان، بالإضافة إلى إقامة مركز المعارض محمد السادس والمركب الجامعي والقطب الحضري مزغان. هذه المشاريع تطلبت اجتثاث مئات الأشجار لإقامة البنية التحتية اللازمة. و إلى جانب التوسع العمراني، تعاني الغابة من ظواهر غريبة مثل الموت الجماعي الغامض للأشجار. تبدو العديد من الأشجار وكأنها تعرضت لحريق أو إبادة ممنهجة، حيث تجردت من أوراقها ويبست جذوعها ، الأمر الذي يتطلب تدخلًا عاجلاً للحفاظ على ما تبقى منها. السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان المسؤولون ، بما في ذلك العامل الجديد للإقليم، سيتخذون خطوات جادة لإنقاذ الغابة والحفاظ على هذه الرئة الخضراء وضمان عدم تحولها إلى كارثة بيئية.