يهدد التلوث البيئي غابة معمورة بمدينة سلا مع قدوم كل فصل ربيع، نتيجة ما يخلفه الزوار الذين يتوافدون على هذا الإرث الطبيعي من أزبال، وفق عدد من شهادات سكان المنطقة، المستنكرة للسلوكات المسيئة للبيئة والطبيعة التي يقوم بها بعض الوافدين على المناطق الخضراء. وفي هذا السياق، أكد محمد الأشهب، رئيس جمعية السهول للرياضة، في تصريح ل"المساء"، أن مسؤولية تلوث البيئة بمدينة سلا، وخصوصا بغابة معمورة، يتحملها السكان والمواطنون الوافدون قبل المسؤولين، مبرزا أن هؤلاء لا يأبهون بما يخلفونه من أزبال بعد انتهاء خرجاتهم التي يستمتعون فيها بجمال الطبيعة، ولا يكلفون أنفسهم عناء حملها ورميها في الأماكن المخصصة لذلك بعيدا عن الغابة، موضحا أن بعض الأجانب الذين يزورون المنطقة يقدمون دروسا في الحفاظ على البيئة للمغاربة عندما يتركون أماكنهم نظيفة. واستنكر الفاعل الجمعوي قيام بعض المواطنين بالطهي داخل الغابة والانصراف دون التأكد من عدم ترك أي مخلفات للنار قد تتسبب في اندلاع حريق، كما تحدث أيضا عما يسببه بعض المقاولين من مشاكل للبيئة لأن ما يهمهم هو الربح المادي دون مراعاة لما تحدثه أشغالهم من تأثير على الأشجار والنباتات. ووجه الأشهب نداء إلى كل السكان والفاعلين الجمعويين من أجل العمل جميعا للحفاظ على رونق المناطق الخضراء بالمدينة وعلى إرث يمثل متنفسا لساكنة جهة الرباطسلا زمور زعير، وإلى خلق شراكات والعمل جميعا مع كل المهتمين من أجل المساهمة في الحفاظ على البيئة والطبيعة الخلابة التي تتوفر عليها المدينة وضواحيها. وفي هذا الصدد، تسعى عدد من جمعيات المجتمع المدني، يقول الأشهب، إلى إبرام شراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات من أجل تنظيم حملات تحسيسية للحفاظ على البيئة على مدار السنة دون الاقتصار على المناسبات. ومن المناطق التي يتم فيها الاعتداء على البيئة بمدينة سلا هي غابة معمورة والشاطئ ومنطقة "سيدي اعميرة" والعرجات، والتي يقصدها عدد من الزوار من خارج المدينة. ورغم أن السلطات وضعت ضمن استراتيجيتها إعلان مدينة سلا مدينة خضراء في أفق 2020، فإن أن ما تشهده من توسع عمراني يوضح عكس ذلك، وفق تعبير فاعلين محليين، وهو ما يتطلب إنقاذ هذه المدينة من خطر التلوث البيئي الذي تعرفه والناتج عن النفايات الصلبة والسائلة وهدر الموارد الطبيعية. وتجدر الإشارة إلى أن غابة معمورة من أكبر غابات الفلين في العالم، غير أن قطع الأشجار والرعي المفرط بها وإقبال الزوار عليها أمور تهدد واقعها البيئي وتوازنها الإيكولوجي. وتمتد غابة معمورة على مساحة تقدر بحوالي 150 ألف هكتار، وتنتشر بها إلى جانب النباتات المتعددة، أربعة أنوع من الأشجار هي الفلين والأوكالبتوس والصنوبريات والأكاسيا.