نوفل البعمري؛ محام بهيئة تطوان وباحث في شؤون الصحراء المغربية وفجأة تحول موضوع استقبال المغرب لمهجرين من قطاع غزة نحو لإعادة توطينهم الخبر الرئيسي على صفحات التواصل و الإجتماعي، و في بعض المواقع الإلكتروني ولدى بعض من يصنفون أنفسهم بالمحللين للعلاقات الدولية و الذين وصلوا لحد مطالبة وزير الخارجية المغربي للخروج بتصريح للرد على هذه الدعوة التي حسب هذه الكتابات كان ترامب من دعا إليها!؟ لا أحد كلَّف نفسه القيام و لو ببحث صغير للوصول للتصريحات المنسوبة للرئيس الأمريكي الجديد ترامب الذي قيل أنه طالب باستقبال المغرب لمُهجرين فلسطينيين!! لا أحد كلَّف نفسه من جوقة ترديد الإشاعة البحث عن مصدرها و عن دقتها حتى بات من يُصنف نفسه ضمن خانة المحللين الدوليين، مثله مثل أي مدون يردد الأخبار المفبركة و يحللها و يصدر الخلاصات، و عندما تأكد للجميع أنها مجرد أخبار زائفة لم يعتذر و لم يتراجع عن "تحليله" للخبر!! لنعد لأصل الحكاية، قناة 12 الإسرائيلية تنسب لمصدر ما أن ترامب صرح بكونه قد خيَّر الغزاويين بين الرحيل نحو المغرب أو الصومال، دون أمرتقدم هذه القناة معلومات أكثر عن الخبر و لا فيوديو يوثق لترامب و هو يدلي بهذا التصريح المنسوب إليه، ليتبين بعدها أن الخبر منشور على صفحات جرائد أمريكية و نشرتها ضمن ما سمته " برسائل القراء" أي أن قارئ ما راسل تلك الصحف و أخبرهم أن ترامب طالب المغرب باستقبال المبعدين من وطنهم فلسطين!! ليتحول الأمر برمته و دون تدقيق من رسالة مجهولة!! إلى خبر تناقلته كبريات القنوات على رأسها الجزيرة التي نقلت تصريحات ترامب رفقة نتانياهو التي تحدث فيها عن تهجير الفلسطيين و لم يرد فيها أية إشارة للمغرب لا من قريب و لا من بعيد... الأمر واضح هناك من أراد أن يجر المغرب الرسمي و دبلوماسيته ليس للرد على هذه "التصريحات" بل للإصطدام الدبلوماسي و السياسي مع ترامب قصد تقويض أي تقارب بين المغرب و الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة و أن ترامب في نهاية ولايته كان قد وقَّع إعلان رئاسي اعتراف بمغربية الصحراء و دعم مبادرة الحكم الذاتي كأساس وحيد لحل ملف الصحراء، لقد كان الأمر كله محاولة اصطياد في العلاقة بين البلدين و استغلال موقف ترامب الذي عبر عنه لجر المغرب نحو نقاش سياسي و دبلوماسي لم يكن موضوعاً مباشراً له، هذه المحاولة انتهت بالفشل لأنه لم يكن هناك لا تصريح لترامب بهذا الشأن و لا مطالب له بنقل الغزاويين نحو التوطين بالمغرب. المغرب غير محتاج للرد على ترامب، و لا لتوضيح مواقفه، فتوجهاته الدبلوماسية الرسمية و الشعبية واضحة في ما يتعلق بتدبير و معالجة الملف الفلسطيني، المغرب ظل و مازال يطالب بحل الدولتين على أساس حل الدولتين و هو نفسه ما تطالب به مختلف الفصائل الفلسطينية. المغرب ظل و مازال مدافعاً عن الحقوق التاريخية للشعب الفسلطيني بما فيها حق اللاجئين في العودة لوطنهم. المغرب ظل و مازال يناهض كل أشكال الإستيطان التوسعية المخالفة للقرارات الأممية، و يرفض كل أشكال محاولات تهويد القدس و طمس معالمها الدينية و التاريخية. المغرب ظل و مازال عاهله يلعب كل دوره و ينزل بكل ثقله من أجل إحلال السلام ك، هذا السلام الذي ضاع بين ثناها العدوان الإسرائيلي لكنه مازال يعتبره الحل الوحيد لضمان سلام عادل و هدنة شاملة بالمنطقة ككل. المغرب مواقفه واضحة فعاهل البلاد هو من أكد غير ما مرة على كون القضية الفلسطينية هي قضية وطنية ذات أولوية قصوى في السياسة الخارجية للمغرب تنطلق من توجهات واضحة داعمة لإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف. إن محاولة اختلاق تصريحات منسوبة للرئيس الأمريكي هدفها الأول ليس الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل افتعال أزمة سياسية و دبلوماسية بين الرئيس الأمريكي و المغرب في محاولة لجَرِ هذا الأخير نحو ردود فعل انفعالية على تصريحات مختلقة، أزمة يكون منتهاها تغيير الولاياتالمتحدةالأمريكية عهد الرئيس الذي وقع الإعلام الرئاسي إلى تغيير موقفه من مغربية الصحراء و مبادرة الحكم الذاتي. المخطط فشل رغم محاولات نصب الفخاخ من خلال هرولة "محللين" و تقديم استنتاجات مغلوطة للرأي العام، كما فشلت مختلف المحاولات لدفع المغرب نحو ردود فعل انفعالية دبلوماسية تنتهي بالإضرار بمصالحه الوطنية و برؤيته سواء تعلق الأمر بالموقف من ملف الصحراء أو من فلسطين!! تصريح ترامب المختلق أقل ما يمكن أن يوصف به "كذبة" ثقيلة في زمن و سياق دولي لا يحتمل هكذا إشاعات، اللهم من رغبة أطراف هنا أو هناك تريد جر المغرب لمستنقع العدوان الدائر رحاه على الشعب الفلسطيني و على مختلف تداعياته السياسية و الدولية.