اعتبرت بعض الأوساط الجامعية أن المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم العالي،(ن و ت ع) يعتبر من حيث ما خرج به من تجديد على مستوى الهياكل الوطنية، غير شرعي، نظرا لكون ما فاق ثلثي المؤتمرين قد انسحبوا احتجاجا على مخالفات ارتكبت خلال سير أطوار العملية الانتخابية. وردا على ما شرعت بعض الصحف الوطنية في ترويجه من قبيل أن الأساتذة الإسلاميين قد انسحبوا من ن و ت ع، قال عبد العزيز أفتاتي، عضو اللجنة الوطنية الإدارية للنقابة نفسها، ما بين 1989 2004 إن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، وإن الذين يسعون إلى نشر مثل هذه المغالطات والأكاذيب إنما يسعون إلى الحفاظ على حق تجاري مزعوم، وأن انسحابنا كان من المؤتمر فقط لأننا أدركنا، فضلا عن الخروقات التي شابته، أنه أصبح غير شرعي وغير قانوني مؤكدا في السياق ذاته أن الطرف الإسلامي كان يشكل القوة الثانية في المؤتمر، وأنه رفض التنسيق مع الأساتذة الاتحاديين على حساب أي طرف آخر(في إشارة إلى أساتذة التجمع اليساري) على اعتبار، يضيف أفتاتي، أننا رفعنا شعار مشاركة جميع الفعاليات والحساسيات الفاعلة في الحقل الجامعي، بغض النظر عن انتماءاتها، ورغبنا في تحقيق قطيعة مع العهد السابق الذي تميز بهيمنة حزب الاتحاد الاشتراكي على الن و ت ع، وعلى اعتبار أن أخلاقنا لا تسمح لنا بذلك. من جانب آخر أكد المتحدث نفسه، في اتصال به أن ما صرح به منطرش من أن الحجم الحقيقي للإسلاميين بالمؤتمر هو 58 أستاذا، غير صحيح على الإطلاق، بل إن ما لا يقل عن خمسة عشر أستاذا إسلاميا، من الأطباء وحاملي الدكتوراه الفرنسية، قد صوتوا بالإيجاب على التقريرين المالي والأدبي، نظرا لاتفاق تم بين هذين الطرفين، ولم نتدخل لتغيير هذا الاتفاق، بل باركناه وزكيناه لأننا نحن الذين اقترحنا على أساتذة هذين القطاعين التنسيق في ما بينهما بما يعتقدانه صوابا، وفي استقلال عن قرارات الآخرين. وأكد أفتاتي أن رئاسة المؤتمر قد روجت لأكاذيب لا أساس لها من الصحة، داعيا في الوقت نفسه، عبر جريدة التجديد إلى عقد ندوة صحافية تحضرها جميع الأطراف التي حضرت المؤتمر ويتم خلالها الإعلان عن حقيقة ما جرى من مفاوضات ليتبين صدق أو زيف ما تروجه بعض وسائل الإعلام. كما دعا المتحدث نفسه الأستاذ إدريس العراقي، كاتب عام سابق ل ن و ت ع إلى الإدلاء بشهادته حول اجتماع حضره ضم كلا من عبد العزيز أفتاتي عن الطرف الإسلامي، ومنطرش عن الأساتذة الاتحاديين، والأستاذ العنايات، من المدرسة الوطنية للأساتذة بالرباط، عن اليسار الاشتراكي الموحد، والأستاذ الإبراهيمي، من حزب التقدم والاشتراكية. جدير بالذكر أن عدد الأساتذة الذين انتخبوا اللجنة الإدارية لن و ت ع لم يتجاوز ثلث عدد المؤتمرين (120 أستاذا من أصل 373)، الأمر الذي بات يطرح أكثر من علامة استفهام حول تعايش كل من اللجنة الإدارية والمكتب الوطني مع الفروع الجهوية الأخرى التي تخضع في التسيير لتوجهات غير اتحادية. عبد الرحمان الخالدي