رجحت مصادر نافذة بالنقابة الوطنية للتعليم (مناصرة للكاتب العام عبد الرحمان شناف) أن يشكل المؤتمر الوطني الثامن الذي ستعقده النقابة اليوم 17و18 و19 دجنبر الجاري" حد ا تاريخيا يفصل المنظمة النقاية عن الكونفدرالية الديموقراطية للشغل" واعتبرت أن القرار بشأن الانفصال التام عن المركزية النقابية جد وارد بالنظر إلى إصدار المكتب التنفيذي للكونفدرالية على وضع النقابة خارج المركزية". ولم يستبعد في هذا الصدد الطيب منشد، نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم(شناف) هذا الطرح وقال في تصريح ل" التجديد" أول أمس( الخميس) إن "مسألة الانفصال عن الكونفدرالية تبقى مطروحة جدا في ظل التطورات الأخيرة التي عرفتها علاقة النقابة الوطنية للتعليم بالمركزية النقابية"، وزاد شارحا إن" تقييم المؤتمرين خلال المؤتمر الثامن للنقابة لكل ما حدث في الآونة الأخيرة ووقوفهم عند تطورات المرحلة وانعكساتها على السير العادي للنقابة هو الذي سيحدد بأية حال القرار المناسب الذي يراه المؤتمرون يخدم مصلحة المنظمة النقابية ومصلحة المنخرطين "وأضاف منشد بهذا الخصوص أن" المؤتمر كان تقرر عقده منذ سنتين وتشكلت لأجله لجنة تحضيرية تسهر على تنظيمه في ظروف عادية كباقي المؤتمرات التي نظمتها النقابة سابقا، إلا أن التحولات والتطورات التي عرفتها المنظمة في الآونة الأخيرة ودخولها في صراع مع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الذي أسس نقابة تعليمية جديدة غير شرعية ستجعل النقاش ينصب داخل المؤتمر المقبل بشكل كبير على النقطة المتعلقة بآفاق العلاقة الرابطة بين النقابة الوطنية للتعليم والكونفدرالية." ورغم توالي التصريحات النارية لأعضاء من المكتب التنفيذي الكونفدرالية بنزع الشرعية عن النقابة واعتبارها خارج المركزية النقابية فمازال منشد وغيره من الأعضاء المسؤولين بالنقابة يصرون على تشبثهم بالكونفدرالية إلى حين انعقاد المؤتمر ويصرح بشأن طردنا من الكونفدرالية لا تعنينا ولا نأخذ بها وسنظل نعمل من داخل المركزية النقابية إلى حين انعقاد مؤتمر النقابة واتخاذه القرار المناسب لمستقبل العلاقة بالكونفدرالية". من جهة، اعتبر عبد العزيز إيوي، عضو النقابة الوطنية للتعليم (أنصار شناف) في مقال نشرته " الاتحاد الاشتراكي" في عددها ليوم أول أمس ( الخميس) أن المؤتمر الوطني الثامن للنقابة" مؤتمر مصيري" وأن النقابة الوطنية للتعليم يجدون اليوم أنفسهم" مع قرار آخر مصيري وتاريخي لا يقبل أهمية عن قرار 1966(المؤتمر التأسيسي للنقابة) وقرار 1978( سنة الانفصال عن الاتحاد المغربي للشغل وتأسيس الكونفدرالية)، وذلك في إشارة واضحة إلى احتمال تكرار قرار 1978 بالانسحاب من المركزية النقابية. وبرر إيوي طرحه بخصوص المؤتمر الوطني الثامن للنقابة بالقول إن مناضلي هذه الأخيرة" ينظمون مؤتمرهم هذه المرة والبيروقراطية الجديدة للمكتب التنفيذي عملت كل ما في وسعها لتصفهم خارج المركزية من خلال فبركة نقابة قزم بهدف إحكام السيطرة على القطاع". ويقصد في ذلك النقابة الوطنية للتعليم الثانية التي دعم تأسيسها المكتب التنفيذي للكونفدرالية صيف هذا العام وعمل على طرد عبد الرحمان شناف ككاتب عام للنقابة الأولى. وكان الانشقاق الذي عرفته النقابة التعليمية إلى تيارين أحدهما موال لنوبير الأموي الكاتب العام للكونفدرالية وآخر مناصر لعبد الرحمان شناف وراء تأجيج الصراع داخل المركزية النقابية بين الموالين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتابعين لحزب المؤتمر الوطني لاتحادي والممتد إلى نقابات أخرى كالنقابة الوطنية للفلاحة والنقابة الوطنية للسككيين. وأذكى المكتب التنفيذي للكونفدرالية نار هذا الصراع بقراره أخيرا حل عدد من الاتحادات المحلية للمركزية النقابية متذرعة بأن ذلك يدخل ضمن إجراءات النظام الداخلي للكونفدرالية، فيما اعتبرت لجنة الحل النقابي للاتحاد الاشتراكي المنعقدة في الشهر الماضي قرار الحل بمثابة "تجند للتضييق على أنصار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في جميع هياكل المركزية" وذلك عبر" تدبير ما أسمته ب" المؤتمرات الانقلابية" على مستوى الاتحادات المحلية و" افتعال التوترات"داخل عدد من النقابات الوطنية. واتهمت اللجنة في السياق ذاته" حزب المؤتمر الاتحادي بالبحث عن كل الوسائل اللاشرعية لإقصاء الاتحاديين من كل مواقع المسؤولية والهيمنة على الأجهزة المحلية والوطنية. وبعلاقة بموضوع المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم، صرح عبد القادر الزاير ل" التجديد" أول أمس ( الخميس) أن هذا " المؤتمر لا يعني الكونفدرالية في شيء مادام يرتبط بنقابة خارجة عن المركزية النقابية"، وتابع بالقول" إن الكونفدرالية لا تعترف إلا بالنقابة التي على رأسها علال بن العربي ولا علاقة لها بنقابة شناف المطرود". يشار إلى الأشغال التحضيرية لعقد المؤتمر الوطني الثامن لنقابة الوطنية للتعليم مازالت متواصلة، حيث "تم إنجاز مشاريع المقررات الخاصة بالتنظيم والسياسة التعليمية والملف المطلبي"، حسب بيان للكتاب العام للنقابة. وكان المجلس الوطني للنقابة اجتمع أخيرا، حيث صادق على الجوانب التدبيرية والمقترحات التنظيمية لعقد المؤتمر الوطني، كما شجب في بيان له" الجهود التنظيمية المبذولة والمواجهة النضالية من أجل تحصين النقابة الوطنية للتعليم من المخططات التقتيتية لمديري الانشقاق". يونس