اتهم عبد القادر الزاير، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، المسؤولين عن الانشقاقات داخل المركزية النقابية والمنسحبين منها "بالمخربين والمرتزقة" وصرح ل"التجديد" أول أمس (الإثنين) بالقول إن "الذين يطرحون مسألة البديل عن الكونفدرالية يجب أن يتوجه إليهم بسؤال: بديل عن ماذا؟ إن كانوا هم في الأصل عناصر تخريب وعناصر ارتزاق، إلا إذا كانوا يريدون خلق بديل للارتزاق فذلك أمر يخصهم ولا يخصنا في الكونفدرالية في شيء". وأضاف الزاير شارحا أن "المنسحبين من الكونفدرالية يتخذون هذا الموقف بتمويل وإشراف من حزب حكومي (دون أن يسميه) يريد أن يخلق جماعة تظل تصفق له، لذلك فمكانهم أصلا ليس داخل المركزية النقابية، ولا يمكن أن نأخذهم بعين الاعتبار". وكان المجلس الوطني الذي عقدته الكونفدرالية أخيرا وصف المنسحبين عن المركزية بالأوصاف نفسها التي اتهم بها الزاير المنشقين. وقال بيان صادر عن المجلس إن "الأخير يحيي صمود الكونفدراليين للدفاع عن وحدتهم، ويؤكد أن الطبقة العاملة سترد بشجاعة وحسم على مخططات الخصوم وأدواتهم المسخرة من طرف المرتزقة والفاشلين في محاولاتهم البئيسة للنيل من وحدة الطبقة العاملة والمشروع الكونفدرالي كبديل تاريخي حامل لرسالة مجتمعية وإنسانية". وأعلنت في وقت سابق النقابة الوطنية للتعليم (الموالية لشناف) انسحابها الكامل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عقب اختتام مؤتمرها الوطني الثامن قبل ثلاثة أيام، وبررت النقابة موقفها هذا ب"الانحراف" الذي نهجته قيادة الكونفدرالية، في رأيها، عن "مبادئ التأسيس" و"الديمقراطية الداخلية" والذي "تأكد أكثر من مناسبة، ليس أولها المؤتمر الثالث سنة 1997 وليس آخرها مؤتمر العيون سنة 2001"، طبقا للبيان الختامي الصادر عن المؤتمر. من جهته، اعتبر الزاير، في تصريحه ل"التجديد" دائما، أن "انسحاب نقابة عبد الرحمان شناف (الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم) من الكونفدرالية أمر لا يهم المركزية في شيء"، وزاد موضحا "أن موقف الكونفدرالية في هذا الشأن واضح، فهي لا تعتمد إلا النقابة الوطنية للتعليم التي عقدت مؤتمرها الاستثنائي صيف هذا العام وانتخبت أجهزتها الوطنية بإشراف من الكونفدرالية، أما نقابة شناف، يقول الزاير، فهي وهمية ممولة من طرف حزب سياسي، ورجال التعليم ليسوا قطيعا يساق بل يدركون الموجود حقيقة في الساحة من غير الموجود". وإذا كان العديد من المتتبعين للأحداث المتتالية داخل الكونفدرالية من تجميد عضوية عدة نقابات بها وانسحاب أخرى منها نهائيا، يرون أن ذلك من شأنه أن يعجل ب"نهاية المركزية النقابية أو على الأقل إضعافها على حساب تقوية البديل النقابي المزمع تأسيسه من طرف النقابات المنشقة عن الكونفدرالية"، فإن الزاير يستبعد ذلك بشكل كبير، مؤكدا أن "المنسحبين لا يشكلون حتى 01 بالمائة من المنضوين تحت لواء المركزية النقابية"، بل إن انسحابهم، يضيف المتحدث ذاته، خلق "حماسا وحافزا" للعمل أكثر داخل الكونفدرالية". من جهة أخرى، عقد المكتب التنفيذي للكونفدرالية اجتماعا أول أمس (الإثنين) بمقر المركزية تدارس فيه الملف المطلبي وقرارات المجلس الوطني للكونفدرالية المنعقد أخيرا، كما تداول الاستعدادات لتهييء موقف المركزية من القانون المالي، ومتابعة القضايا التنظيمية في مختلف القطاعات والهيئات. ونفى في هذا السياق عبد القادر أزريع أحد ممثلي الكونفدرالية بمجلس المستشارين وعضو المكتب التنفيذي بها، أن يكون الاجتماع الأخير عقد في ظروف استثنائية، بالنظر إلى انشقاق عدد من النقابات عن المركزية. وأوضح ل"التجديد" أول أمس (الإثنين) إن "الذين يقولون بنهاية الكونفدرالية يرون الأمور أكثر من حجمها، وإن كانت هناك نهاية فعلا لما فزنا في الانتخابات الأخيرة بالنسبة إلى ممثلي الوظيفة العمومية في التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية ب10 مقاعد على 11 مقعدا" مضيفا أن "مثل هذه الأقوال نابعة عن بعض الذين أزعجتهم الكونفدرالية على مدى 24 سنة وهم خصوم القضايا الوطنية والقومية وخصوم الديمقراطية، الذين، يقول أزريع، نتمنى أن يتنافسوا معنا في ابتكار آليات للدفاع عن القضايا الوطنية والقومية، فمشاكلنا كمغاربة وكعرب أكبر بكثير من مثل هذه المزايدات الفارغة<. وبدا أزريع أكثر اعتدالا في موقعه من رغبة البعض في تأسيس نقابة بديلة عن الكونفدرالية، وأشار بهذا الخصوص إلى أن "اختلاف الإرادات والمواقف لا يمكننا كديمقراطيين إلا أن نعتبره حقا من حقوق الجماعات والأفراد"، مستدركا بالقول إن "نتائج هذه الانشقاقات ستظهر على الساحة فيما بعد، ولا يجب من الآن الدخول في الأحكام الاستفزازية على بعضنا البعض". يشار إلى أن عددا من النقابات التي كانت تابعة للكونفدرالية بما فيها النقابة الوطنية للتعليم (الموالية لشناف) أنشأت مجلسا وطنيا تنسيقيا يدرس خطوات تأسيس بديل نقابي للكونفدرالية. وكان عبر المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم المذكورة في بيانه الختامي عن "مساندته للخطوات المتخذة من طرف المجلس الوطني التنسيقي"، كما أعلن عن دعم شغيلة التعليم لكل خطوات المجلس في خلق بديل نقابي، وصف بالديمقراطي والحداثي والتقدمي، وذلك بالتشاور والدعم من كل مكونات الكونفدرالية سابقا والتي تتقاسم القناعة والتوجه نفسيهما<. يونس