حدد الداعية عمرو خالد ثلاثة أهداف لمشروع صناع الحياة، أولها تحويل طاقة الإيمان التي تتنامى في نفوس شباب الأمة إلى طاقة إيجابية فعالة في تنمية المجتمع، وثانيها: استبدال حالة الإحباط الموجودة لدى الأمة الإسلامية كلها، إلى حالة أمل واستبشار بمستقبل أفضل، وثالثها: زيادة القدرة على مقاومة المعصية والثبات على الإيمان من خلال الانشغال بأعمال تنموية مفيدة للمجتمع، تشغل صاحبها وتستفرغ وقته في ما هو مفيد لصالح المسلمين. وأكد خالد في حواره المباشر مع زوار موقع إسلام أون لاين الثلاثاء الأخير، أن المشروع كبير ويحتاج إلى مجهود غير عادي ولا يعتمد على قدرات شخص لوحده، وإنما يحتاج إلى مشاركات ضخمة بين الجميع. وأرشد عمروخالد الجالية المسلمة في الغرب، والمتحرقة لنصرة الإسلام والحفاظ على تدينها وقربها من الله بضرورة توفير جو من الصحبة الصالحة في مجتمع يحيا فيه الأبناء، ويجدون فيه معاني الإيمان والإسلام، والبحث عن مشروع لخدمة المسلمين في الغرب، هدفه تحريك العائلة في عمل مشترك لنصرة الإسلام وصناعة الحياة. وبخصوص عدم قابلية الوضع العربي لصناعة الحياة، أفاد عمرو خالد أن الطموحات والأحلام تكون دائما بعيدة عن الواقع، لكن السؤال هو: هل هي مستحيلة؟ وأجاب بإيراد نماذج لم تقف الظروف أمام تحقيق طموحاتها، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدأ في مكة كان النجاح شبه مستحيل، ومحمد الفاتح يوم قرر فتح القسطنطينية كان النجاح شبه مستحيل، وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كان نجاحها شبه مستحيل، وإن الظروف التي تحرك فيها غاندي كانت أصعب بكثير من ظروفنا الحالية، وزاد مؤكدا: إن صناعة الحياة ليست بالأمر الهين السهل، لكنها تحتاج لرجال لديهم ثقة عظيمة في الله، وإرادة فولاذية، وعلم وتفوق في الحياة العملية، إن من يمتلك هذه الأمور الثلاثة لا بد أن ينجح: إرادة عظيمة + إمكانيات نفسية ومادية = نجاحا أكيدا، فالإمكانات المادية تأتي دائماً عندما تتوفر الإرادة والإمكانات النفسية. وعن مريد صناعة الحياة في محيط لا يتيح له ذلك، شدد الداعية خالد على أن صانع الحياة لا ينبغي له أن يعرف اليأس إذا أراد أن يكون بالفعل من صناع الحياة، مستدلا بمثابرة الرسول الكريم في تبليغ الدعوة الإسلامية رغم وجود أعداء ومعوقات، وقال: لقد رأينا كيف أن النبي وضع خطة للهجرة، وظل يبحث عن القبيلة المناسبة أكثر من سبع سنين، وحاول مع 26 قبيلة، ولم تنجح أي محاولة حتى تعرف على الأنصار، ومع ذلك لم ييأس، وأن أديسون مخترع المصباح الكهربائي قام ب 99 محاولة فاشلة حتى نجح أخيرا. ولتجاوز ظروف الحياة المعيقة لصناعة الحياة أوصى خالد باتباع الخطوات الآتية: الاحتكاك المستمر مع المتدينين والمتدينات والعاملين للإسلام في الجامعة للوصول إلى المشروع المناسب والمؤثر. ملء القلب بالأمل والتفاؤل والثقة بالنفس المؤدي إلى التفكير الإيجابي الذي يصنع النجاح. الاستفادة من خبرات الآخرين. الدعاء الدائم لنصرة الإسلام. واعتبر خالد الوضع الذي يعيش فيه المسلمين في الوقت الراهن، متأرجحا بين مدّ وجزر: وإننا نمر الآن بمرحلة جزر، والمد قادم إن شاء الله، بل بدأ بالفعل، وهل قتل الشيخ أحمد ياسين إلا لأنه جزء من هذا المد؟ إن المد الحقيقي هو شباب وبنات يحملون هذا الدين على أعناقهم وينجحون في الحياة، والنصر قريب إن شاء الله {ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا}. وأكد عمرو خالد أن أعظم درس يمكن أن نتعلمه من استشهاد الشيخ أحمد ياسين هو درس للأصحاء الأقوياء، وكأني أرى هذا الكرسي المتحرك يأتي ليشهد علينا يوم القيامة، يقول: أنا شاركت في نصرة الإسلام، فماذا فعلتم أنتم يا أصحاء؟ وإني لأخشى على أنفسنا من هذا الموقف يوم القيامة، إنه موقف أصعب -والله أعلم- من السؤال عن المعاصي التي اقترفناها، إنه موقف السؤال العظيم: ماذا قدمتم للإسلام؟. وبناء على هذا، فمشروع صناع الحياة، حسب خالد، ليس مجرد فكرة برنامج، وإنما هو محاولة للوقوف بين الله تعالى، ونحن قادرون على الإجابة، فنفرح بالجنة".