إذا كنت مدمنا على المشروبات الغازية وتفضلها على غيرها من المرطبات، ينصحك الأطباء في الدانمارك بالابتعاد عنها إذا أردت المحافظة على رشاقتك وصحة جسمك وعقلك. فقد حذر هؤلاء من أن العلبة الواحدة من المشروبات الغازية، وأشهرها البيبسي والكوكا كولا على المستوى العالمي، تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهو مقدار كاف لتدمير فيتامين (ب) الذي يؤدي نقصه إلى الصداع والأرق والكآبة وسوء الهضم والتشنجات العضلية وضعف البنية والاضطرابات العصبية، فضلا عن أنها تزيد الوزن، حيث ثبت أن أوزان الأشخاص الذين شربوا المرطبات السكرية زادت بمعدل ثلاث باوندات أو ما يعادل كيلوغراماً ونصف. وقال الباحثون في جامعة كوبنهاجن، إن هذه النتائج مدهشة بسبب التأثير الكبير للمشروبات الغازية على الوزن، إذ أن من الطبيعي أن يتم معادلة السعرات الزائدة الداخلة في الغذاء بتقليل السعرات المتناولة في مجالات أخرى حتى لا يزداد الوزن، وهذا التنظيم الداخلي يظهر عندما ترسل المعدة إشارات إلى الدماغ عند إحساس الجسم بالشبع، ولكن هذا الأمر لا يحدث عندما يشرب الإنسان مشروبات سكرية التي تصل إلى لتر يوميا على الأقل، لأن السوائل تمر عبر المعدة إلى الأمعاء الدقيقة فلا يحس الجسم بالشبع من السعرات الحرارية، فيستمر الشخص بتناول الطعام وشرب كميات أكثر مما يحتاج، فيزداد وزنه. ولاحظ الباحثون في دراستهم التي نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، وجود زيادة في ضغط الدم عند الأشخاص الذين تناولوا المشروبات المحلاة بالسكروز تراوحت بين 5 - 10 في المائة، مما يدل على أن السكر يثير الجهاز العصبي السيمبثاوي الذي يستخدمه الجسم كمنبه للتعامل مع التوتر أو الخطر. ولفت هؤلاء إلى أن أنواع الدايت منها التي تحتوي على المحليات الصناعية ضارة أيضا فهي تهدد المخ وتؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي وإصابة الكبد بالتليف. وحذر الأطباء الأشخاص الذين يفضلون تناول مشروب غازي بارد بعد وجبة الطعام، بأن ذلك يؤثر على عمل الإنزيمات الهاضمة حيث أن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي الدرجة المناسبة لعمل الإنزيمات، فلا تهضم الطعام جيداً، مما يؤدي إلى تكون الغازات وبعض أنواع السموم التي تنتقل مع الدم إلى خلايا الجسم وقد تؤدي في النهاية إلى العديد من الأمراض، مشيرين إلى أنها تحتوي أيضا على مواد حافظة وملونة قد تتسبب في حدوث طفرات جينية تشجع نمو الأورام. وقال الباحثون أن محتوى هذه المشروبات من غاز ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى حرمان المعدة من الخمائر اللعابية الهامة في عملية الهضم، خصوصا عند تناولها مع الطعام أو بعده، وتؤدي إلى إلغاء دور الأنزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة، مما يؤدي إلى عرقلة عملية الهضم وعدم امتصاص الطعام والاستفادة منه. و كانت مسابقة أجريت في جامعة دلهي بالهند، حول مكافأة من يشرب أكبر كمية من الكولا، حيث توفي الفائز الذي شرب ثماني علب منها في نفس المكان، بسبب ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في دمه، مما أدى إلى عدم تمكنه من الحصول على الأكسجين اللازم. وكشفت الدراسات عن أن الأحماض الفسفورية الموجودة فيها تؤدي إلى هشاشة العظام وترققها، وخاصة في سن المراهقة، مما يجعلها أكثر عرضة لتحتوي على أحماض الفسفوريك والماليك والكاربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان، فدرجة الحموضة في المشروبات الغازية تكفي لإذابة الأسنان والعظام مع مرور الوقت، ذاك أن الجسم يتوقف عن بناء العظام بعد بلوغه سن الثلاثين، وتبدأ بعد ذلك بالتحلل بنسبة 8 - 18 في المائة سنويا، حسب كمية الأحماض المستهلكة في الغذاء التي تعتمد على نسبة كل من عناصر البوتاسيوم والكلور والمنغنيز وغيرها من الأملاح الفسفورية، وبالتالي يتراكم الكالسيوم المذاب في العروق وخلايا الجلد والأعضاء الحيوية، مما يؤثر على وظائف الكلى ويسبب تكون الحصى. وأشار الخبراء إلى أن مثل هذه المشروبات تحتوي أيضا على نسبة كبيرة من الكافايين الذي يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة حموضة المعدة وارتفاع مستويات الهرمونات في الدم، مما قد يسبب التهابات وقرحات للمعدة والاثني عشر، فضلا عن دوره في إضعاف ضغط صمام المريء السفلي، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ارتداد الطعام والأحماض من داخل المعدة إلى المريء مسبباً الألم والالتهاب. وأكدت دراسات حديثة الشكوك المتداولة حول تأثير المشروبات الغازية على سلوكيات الأطفال، بعد أن اكتشفوا أنها تحرمهم من النوم أثناء الليل وتؤثر على مزاجهم وحيويتهم أثناء النهار. فقد وجد الباحثون في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، أن الأطفال الذين يشربون المرطبات الغازية الكافيينية ينامون أقل، ويستيقظون أكثر أثناء الليل ويصابون بالخمول والنعاس خلال النهار بصورة أكثر. وقال الخبراء أن واحدا من كل ثمانية أطفال يشربون أكثر من 22 علبة من الكولا أسبوعيا، مما يجعل لهذه النتائج أهمية كبيرة فيما يتعلق بتأثيرها على صحة الأطفال. ولاحظ الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة "طب الأطفال"، أن أنماط النوم لدى الأطفال الذين استهلكوا كميات كبيرة من الكافيين، كانت مشوشة، بحيث كانوا أكثر استيقاظا في الليل وناموا وقتا أقصر، وكانوا أقل حيوية وأكثر نعاسا أثناء النهار مما يعني أن الكميات القليلة من الكافيين أيضا يمكن أن تؤثر على الأطفال، لذلك ينبغي حظر آلات بيع المشروبات الغازية في المدارس. وقد أظهرت دراسة بريطانية سابقة أجريت علي 227 طفلا في سن الثالثة، أن المضافات الغذائية المستخدمة في أطعمة الأطفال ومشروباتهم تسبب خللا في سلوكياتهم، كما بينت أن الملونات الموجودة في المنتجات مثل السكاكر والعصائر تسبب تغيرات سلوكية سلبية عند ربع الأطفال على الأقل. ودعا خبراء التغذية جميع الناس إلى رفض عروض المشروبات الغازية التي ترفقها غالبية المطاعم مع عروضها للوجبات الغذائية، لأنها تعيق امتصاص الكالسيوم اللازم لبناء عظام قوية بالجسم لاحتوائها على نسبة عالية من الفوسفور فيؤثر سلبياً على التوازن المطلوب بين الكالسيوم والفوسفور الذي يضمن أقصى امتصاص. قدس برس