تناول علبة من مشروب الطاقة «ريد بول» يوميا يمكن أن يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. هذا ما توصل إليه باحثون استراليون، والذين يحذرون من كون هذا المشروب الطاقي يزيد من لزوجة الدم ويفاقم خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. وقال الأخصائي في أمراض القلب في مستشفى إديلايد الملكي باستراليا الباحث الدكتور سكوت ولوفبي إنه «بعد ساعة على تناول مشروب ريد بول تتوقف أجهزة الدم عن العمل بشكل طبيعي»، مضيفا أن هذه العوارض يمكن توقعها عند المصابين بالأمراض القلبية الوعائية. وقال الباحث الاسترالي إنه يشعر بالقلق إلى درجة أنه امتنع عن تناول مشروب «ريد بول» خشية خطره عليه بسبب احتوائه على نسبة مهمة من الكافيين، فالعلبة العادية منه تحتوي على ثمانين ميلغراما من هذه المادة، حيث إنه «إذا ازدادت اللزوجة وتراجع تأثير الأوعية الدموية فإن هذا يزيد الأمر تعقيدا». ومن جانبها، أوضحت الدكتورة فوزية مالولي، طبيبة بالمركز الصحي بتمارة، أن المشروبات الطاقية تحتوي على كمية مهمة من مادة الكافيين وهي مادة منبهة للجهاز العصبي والقلب ومحفز للطاقة والنشاط، ويساعد على التركيز الذهني، كما تحتوي هذه المشروبات على مادة التورين، وهي عبارة عن حمض أميني له تأثير على الجهاز العصبي. وأكدت مالولي ل«المساء»، أن تناول هذه المشروبات الطاقية بشكل متكرر في اليوم الواحد أو تناولها مع القهوة والشاي، أو عند تناولها من طرف الأشخاص المرضى بالقلب وضغط الدم أو الذين لديهم قابلية لذلك أو المدمنين على الكحول سيقود لا محالة إلى الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية، فامتزاج الكحول بالمكونات الكيميائية للمشروب الطاقي يشكل خطرا كبيرا على الصحة. وأضافت أن تناول هذه المشروبات بكثرة يؤدي إلى الإدمان عليها بسبب عدم قدرة الجسم على العمل بشكل صحيح من دون تنبيه جهازه العصبي بالمواد الكيماوية التي تحتوي عليها هذه المشروبات. لكن هذا لا يعني، حسب الدكتورة مالولي، أنه يمكن تناول علبة من مشروب الطاقة كل يوم من دون مشاكل، فالأحسن الابتعاد عن هذا المشروب الكيماوي وعدم عرضه للبيع بدون التنبيه إلى ضرره على الأطفال والنساء الحوامل وتعويضه ببدائل طبيعية ككأس من القهوة أو كأس من عصير الليمون الطبيعي أو الفواكه الجافة مثل الزبيب والجوز واللوز والتين الجاف الغنية بالطاقة. ويذكر أنه تم القيام بعدد من الدراسات حول التأثيرات الصحية السلبية لمشروبات الطاقة على جسم الإنسان، معظمها تحذر من تناولها، من بينها دراسة قامت بها الجمعية الطبية الكندية لشؤون التغذية، والتي أكدت أن مركب «تورين» الموجود في مشروبات الطاقة يقلل من فعالية الجهاز العصبي، وأن تناول هذه المشروبات المشبعة بالكافيين يتسبب في حالة من الإدمان وحدوث اضطرابات نفسية، إضافة إلى ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الجسم، مما يؤدي إلى حصول نزيف في الأنف أو ما يعرف باسم «الرعاف المزمن» والنوبات القلبية نتيجة زيادة كميات الدم التي يتم ضخها من وإلى القلب. وقد حظرت دول مثل النرويج وأورغواي والدانمارك بيع مشروب «ريد بول» بسبب أخطاره الصحية المحتملة، ولكن ذلك لم يمنع الشركة المصنعة له من بيع حوالي 3.5 مليارات علبة معدنية وقارورة في 143 دولة في العالم العام الماضي. مكونات مشروبات الطاقة يحتوي 250 مليلتر من مشروب الطاقة على: ماء غازي كربوني، و27غ من سكريات من السكروز والغلوكوز، 80 مليغرام من الكافيين، وغرام واحد من مادة تورين، إضافة إلى فيتامينات عدة منها فيتامين بي 6، وفيتامين بي 12 مليغرام. كما تحتوي هذه المشروبات على مادة بانتوثنيك أسيد والغليوكيورولاكتون. الكافيين الموجود في علبة واحدة من المشروب الطاقي أقل مما يحتويه فنجان من القهوة (100 مليغرام)، وأكثر مما يحتويه كأس من الشاي (50 مليغراما). أما مادة التورين المنبهة للجهاز العصبي، فلا يعرف عنها الكثير، إلا أن بعض المصادر الطبية تشير إلي أن الإنسان في وقت الضغط وبذل المجهود يفقد كميات من هذه المادة، مما يجعل من الضروري تعويضها. ويشاع أن مادة التورين الموجود في مشروبات الطاقة مستخلصة من خصية الثور أو سائله المنوي أو هرمونات الثور الذكرية، غير أن هناك من ينفي الأمر ويؤكد أنها منتج صناعي صرف.