أصدرت المحكمة العليا في الهند الاثنين الماضي حكما في حق شركتي بيبسي وكوكاكولا تجبرهما على وضع ملصق على جميع القنينات يحذر من احتوائها على بقايا مبيدات حشرية، وفقا لما ذكرته صحيفة تايمز أوف إينديا الهندية الثلاثاء الماضي. وأشار المصدر نفسه إلى أن المحكمة العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، أكدت صحة حكم سابق أصدرته محكمة ولاية راجاستان بشمال غرب البلاد، يلزم الشركتين بالكشف عن مكونات مشروباتهما الغازية، بما في ذلك المكونات الناجمة عن إهمال، مثل المبيدات الحشرية، واعتبرت في هذا السياق أنه من حق المستهلكين معرفة مكونات المشروبات التي يتناولونها. وفي تعليق له على قرار المحكمة العليا الهندية، وصفه مصدر شديد الاطلاع بإنتاج مشروب الكوكاكولا بالمغرب، بالغريب، وقال في تصريح لالتجديد: >ربما تعلق الأمر بإضافة مواد أصلية في إنتاج المبيدات الحشرية لضمان جودة عالية للسكر المستعمل في إنتاج المشروب<. وأضاف المصدر ذاته أن >المنتجين المحليين للكوكاكولا بالهند قد يكونون خرقوا طبيعة تصنيع المنتوج كما هو متعارف عليه دوليا<. واستبعد المصدر المغربي أن يكون المنتجون المحليون بالمغرب قد استعملوا في وقت من الأوقات مبيدات حشرية، وقال إن مكونات الكوكاكولا تخضع لمراقبة دقيقة جدا، وفي مقدمتها السكر (من نوع سنيدة) الذي يستجلب أساسا من شركة كوزيمار ليخضع إلى مراقبة دقيقة قبل أن يوضع في مخزن الشركة، وكذلك الأمر بالنسبة لغاز ثاني أوكسيد الكاربون المكون الثاني إلى جانب مادتي الماء و والمّركز. في مقابل ذلك أكد المصدر المطلع أن غاز ثاني أوكسيد الكاربون يؤثر سلبا على المعدة والجهاز الهضمي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المشروبات الغازية تواجه منافسة حادة في أوروبا من طرف المشروبات الطبيعية على خلفية احتواء الأولى على الغاز المذكور. ولم يستبعد خبير في التغذية، فضل عدم الكشف عن هويته، من جانبه أن تطرح إشكالات من هذا الحجم بخصوص كوكاكولا وبيبسي في المغرب، في ظل تأكيد البيانات الرسمية للشركتين العالميتين أن إنتاج مشروباتهما الغازية يخضع لمواصفات جودة وتركيب وأسلوب تصنيع موحد في شتى أنحاء العالم، سواء في الهند أو في غيرها من البلدان الأخرى، وقال في تصريح ل التجديد إن الأخطر من ذلك هو أن المواد الرئيسة في تصنيع المشروبات الغازية مواد غير طبيعية تؤثر سلبا على صحة المستهلكين. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء أن مركز العلوم والبيئة، وهو منظمة غير حكومية مقرها في نيودلهي بالهند، كان قد أعلن في غشت الماضي أن المشروبات الغازية، التي تنتجها شركتا بيبسي وكوكاكولا تحتوي على بقايا مبيدات حشرية بنسب تفوق كثيرا المعايير المسموح بها عالميا، وذكر المركز أن هذه المبيدات الحشرية ضارة بالصحة، ويمكن أن تسبب السرطان وتشوهات خلقية للأجنة، وهو ما أكدته لجنة برلمانية هندية مؤلفة من 15 عضوا حققت في نتائج المركز. إدارتا الكوكاكولا والبيبسي رفضتا من جانبهما قرار المحمكة العليا للهند، ونفتا في هذا الإطار إضافتهما أي مبيدات حشرية لتصنيع منتوجاتها. وقالت شركة كوكاكولا >إن منتجاتنا التي تصنع في الهند ترقى لمستويات الجودة العالمية وتتطابق مع جميع المعايير القانونية<. وسجل بيان لشركة بيبسي أن >المياه المعالجة التي تستخدم في صناعة المشروبات في مختلف أنحاء العالم وفي الهند تتفق مع أعلى المعايير العالمية بما في ذلك معايير الاتحاد الأوروبي<. وليست هذه هي المرة الأولى التي يحتج فيها الهنديون على شركتي كوكاكولا وبيبسي، فقد سبق أن احتج الهنديون على إقدام شركة كوكاكولا تعرضتا قبل سنتين لملاحقات قضائية نتيجة إضرارهما بالنظام البيئي، إثر قيامهما بطلاء شعاراتهما على صخور أثرية على طول طريق يعبر سلسلة جبال الهيمالايا، وذلك بهدف الدعاية لمنتجاتهما، علاوة على اتهام الكوكاكولا في إحدى القرى الجنوبية للهند بتجفيف المياة الجوفية المحلية وتسببها في انبعاث مواد سامة. وقد تكون لهذه الحملة التصعيدية للهنود ضد الشركين علاقة بالحادث المأساوي الذي كان قد ذهب ضحيته الآلاف من المواطنين نتيجة تسرب غازات سامة من إحدى المعامل الكيماوية. وفي موضوع ذي صلة، تؤكد بعض الدراسات أن علبة واحدة من المشروبات الغازية، وخاصة كوكاكولا وبيبسي، تحتوي على ما يعادل 10 ملاعق سكر كافية لتدمير فيتامين (ب) الذي ينتج عن نقصه سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والكآبة والتشنجات العضلية. ونقل موقع خيمة العربية الإلكتروني عن هذه الدراسة أن المشروبات الغازية تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يؤدي إلى حرمان المعدة من الخمائر اللعابية الهامة في عملية الهضم، وذلك عند تناولها مع الطعام أو بعده، وإلغاء دور الأنزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة، وبالتالي إلى عرقلة عملية الهضم وعدم الاستفادة من الطعام، علاوة على أنها تحتوي على الكافيين، الذي يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة المعدية، وزيادة الهرمونات في الدم، مما قد يسبب التهابات وتقرحات للمعدة والاثناعشري، وإضعاف ضغط صمام المريء السفلي. وذكرت الدراسة أن احتواء المشروبات على أحماض فسفورية يؤدي إلى هشاشة وضعف العظام، وخاصة في سن المراهقة، هذا بالإضافة إلى أضرار أخرى كتآكل طبقة المينا الحامية للأسنان... وتهديد المخ، وفقدان الذاكرة التدريجي وإصابة الكبد بالتليف. وبشكل عام تذكر الدراسة أن المشروبات الغازية لا توفر للجسد أي فائدة غذائية ، بل تحتوي على المزيد من السكر والأحماض، بالإضافة للمواد الحافظة والملونة. ولفتت الدراسة الانتباه إلى أنه قبل فترة بسيطة جرت مسابقة في جامعة دلهي في الهند من يشرب أكبر كمية من بيبسي كولا، وقد شهدت هذه المسابقة وفاة الفائز إثر ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في دمه نتيجة شربه ثمان قارورات، مما أدى إلى عدم تمكنه من الحصول على الأكسجين اللازم. محمد أفزاز