وجه السيد خليل جماح رئيس جمعية "أصدقاء عائلات ضحايا الهجرة السرية" نداء إلى مختلف الفعاليات المدنية والحقوقية خاصة بمدينة تطوان والفنيدق لتقديم الدعم الإنساني العاجل للمهاجرين السريين الأفارقة الذين يوجدون بغابة "بليونش" قرب مدينة سبتهالمحتلة في ظروف لاإنسانية. وأكد أن هؤلاء المهاجرين السريين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء يعيشون مأساة اجتماعية بكل المعاني في هذه الغابة المذكورة، مضيفا أنه في الوقت الذي ينعم فيه المسلمون ببركات هذا الشهر الكريم من صلوات في المساجد واستمتاع بشتى أنواع الأكل والشرب يعيش هؤلاء في ظروف أقل ما توصف به أنها "ظروف مأساوية". وقال السيد جماح في اتصال ب"التجديد" إن هؤلاء المهاجرين يشكلون عناصر تراجيدية بشرية بشعة تجري فصولها بهذه الغابة. وأبرز أن هؤلاء المهاجرين يعانون الأمرين من البرد والجوع والعطش من جهة، ومن هراوات عناصر الشرطة من جهة أخرى. وذكر أن جمعيته قامت بزيارة للغابة التي كانوا فيها خلال الفترة الأخيرة برفقة ممثلين عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لكنهم فوجئوا بكون الشرطة المحلية قامت بمهاجمة هؤلاء الأفارقة ساعات قليلة قبل وصولهم إليها. وأوضح أنهم لاحظوا آثار هذا الهجوم على ما يمكن تسميته ببعض "ممتلكاتهم" التي يستترون بها من الرياح والبرد والمطر كما لاحظوا أن بعضهم أصيب بجروح خطيرة. وقال جماح إن هؤلاء الأفارقة لا يجدون ما يقتاتون به خلال هذا الشهر الكريم لحظة الإفطار سوى الحشائش والفئران الشاردة في تلك الغابة. وأشار إلى أن هؤلاء أغلبهم مسلمون وقد بنوا "مسجدا" صغيرا يؤدون فيه صلواتهم مبرزا أنهم يعيشون متوجسين في كل لحظة من أخطار حيوانات الغابة المفترسة ومن التغيرات البيئية المضطربة خاصة في هذه الأيام التي تنعم فيها بلادنا أمطار الخير الغزيرة. وذكر جماح أن أغلب هؤلاء المهاجرين يأتون إما عن طريق مطار محمد الخامس بحيث إنهم يضطرون للجوء إلى هذه الغابة بعدما تنتهي مدة صلاحية التأشيرة القانونية التي دخلوا بها إلى المغرب، وإما عبر الحدود المغربية الجزائرية. وأكد جماح أن هؤلاء المهاجرين يضطرون لقطع مسافات طويلة في ظروف سيئة، الأمر الذي يجعلهم عرضة لجميع أنواع الاعتداءات بما في ذلك الاعتداءات الجنسية. وأوضح رئيس الجمعية المذكورة في هذا السياق أن النساء اللائى يوجدن مع هؤلاء المهاجرين تعرضن خلال فترات سفرهن الطويل لمختلف أنواع الاعتداء الجنسي مما أثر عليهن بشكل واضح، وجعلهن يضعن حملهن داخل هذه الغابة في ظل ظروف تغيب عنها أبسط شروط الراحة بله ظروف الرعاية الصحية العامة للمرأة الحامل. ومما يشار إليه هو أن هؤلاء المهاجرين ينحدرون من دول تقطع أوصالها الحروب الأهلية التي تدمر جميع البنيات التحتية للاقتصاد الوطني التي يمكنها أن تخلق فرص الشغل للمواطنين العاديين. وأغلبهم جاءوا من الكونغو وسيراليون والجزائرواليمن ودول أخرى، بحيث يتخذون من المغرب محطة للعبور إلى الضفة الأخرى، وينتظرون داخل غابة بليونش في انتظار حلول فرصة مواتية للقيام بمغامرة الهجرة التي لا يعلم إلا الله كيف ستكون نهايتها. ومعلوم أن المفوضية العليا للاجئين منحت هؤلاء المهاجرين السريين الذين "يستقرون" حاليا بالغابة المذكورة والذين يبلغون حوالي 150 فردا "بطاقة اللاجئ" على اعتبار أنهم هاربون من حروب تدور رحاها في بلدانهم الأصلية. أحمد حموش