أفاد مصدر من شبكة دعم المهاجر الإفريقي بالمغرب أن السلطات المحلية بمدينة تطوان قد شنت يوم الإثنين الماضي هجوما على المهاجرين الأفارقة المقيمين في مخيم بليونش بمدينة تطوان، حيث يتجمع المهاجرون الصحراويون العابرون للمغرب في اتجاه دول أخرى. وأفاد المصدر نفسه، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في اتصال هاتفي به، أن سلطات مدينة تطوان قد صادرت كمية هامة من المواد الغذائية وزعت على المهاجرين الأفارقة وصلت إلى أربعة أطنان، بالإضافة إلى مصادرة حوالي 300 غطاء، كانت الشبكة الوطنية والدولية لدعم المهاجر الإفريقي قد جمعتها من خلال مساعدات ومنح وأعمال خيرية. وفي مراسلة توصلت بها التجديد، أكدت الشبكة أن المهاجرين الصحراويين أصبحوا يعيشون بسبب مصادرة المواد الغذائية التي جمعت من أجلهم والأغطية التي قدمت إليهم، في إطار الاهتمام بهم، وضعية صعبة جدا وظروفا قاسية أخرى تضاف إلى الظروف الصعبة التي يعانونها من جراء وجودهم غير القانوني في المغرب، وعدم توفرهم على وثائق الإقامة وما يسببه لهم ذلك من معاناة مع السلطات المغربية. وأضافت المراسلة ذاتها أن نساء حوامل يوجدن ضمن المهاجرين الذين اتخذوا من غابة بليونش مأوى لهم، كما يوجد من ضمنهم من هم في حالة مرض صعبة، بالإضافة إلى الأطفال. وكانت آخر عملية مماثلة قامت بها السلطات المحلية بمدينة تطوان يوم 22 أبريل الجاري، وهي العملية التي أسفرت عن توقيف مائة وأربعة فردا وجرح ثمانية آخرين. وقد سجلت جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية ارتفاعا ملحوظا في عمليات مطاردة المهاجرين السريين خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بما يعادل عمليتين اثنتين في الأسبوع، كما أن هذه العملية الأخيرة عرفت على غير المعتاد استعمال الطائرات والخيول في عملية البحث عن المهاجرين، وهو الأمر الذي جعل الجمعية تدق ناقوس الخطر للتعريف بالوضعية الإنسانية الحرجة التي يمر بها المهاجرون، وتطالب السلطات المغربية بالوقف الفوري لكل العمليات التي تزيد من تأزيم وضعهم الإنساني. وأفاد مصدر من داخل شبكة دعم المهاجر الإفريقي أن المواد الغذائية والأغطية التي تمت مصادرتها قد استغرق جمعها وتوفيرها عدة أيام، كما أن نقلها من الرباط والدار البيضاء إلى تطوان والناضور قد وصلت تكلفته إلى عشرة آلاف درهم كاملة. جدير بالذكر أنه لما تعذر على جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، وعلى غيرها من الجمعيات العاملة في مجال الهجرة، توفير بعض المساعدات للمهاجرين السريين الصحراويين، الذين يفوق عددهم 10000 مهاجر، يمرون كلهم بوضعية قاسية جدا، التجأت إلى خلق شبكة توحد بين هذه الجهود، وتسطر برنامجا موحدا لتقديم بعض المساعدات الأولية لهؤلاء المهاجرين وإنشاء مراكز استقبال لهم، على غرار بعض الجمعيات الدولية. عبد الرحمان الخالدي