عبر العشرات من طلبة كلية الطب والصيدلة بالرباط عن استنكارهم الشديد، ورفضهم المطلق لما تعتزم جمعية إسور (ََُّّْ) تنظيمه يوم السبت المقبل من سهرة راقصة ببهو الكلية، وأوضح أحد الطلبة المحتجين في اتصال هاتفي لالتجديد أن ممثليهم التقوا مساء يوم الإثنين المنصرم الكاتب العام للكلية بغرض التدخل للحيلولة دون عقد هذا النشاط اللاأخلاقي، والذي لا علاقة له بمؤسسة للتحصيل العلمي والتربوي، بيد أنه رفض التدخل وأصر أن يعقد النشاط في وقته، وهو ما اعتبره المصدر نفسه مساندة للجمعية ونشاطها. وقال إنها تتستر وراء الدافع الإنساني للسهرة المتمثل - حسب ما أعلنته - بأن ريعها سيخصص لمرضى الجهاز العصبي لإقامة نشاط عادة ما تقع فيه ممارسات لا أخلاقية تسيء لسمعة الكلية. ولم يجد حوار الرافضين للسهرة مع الجهة المنظمة الذي تم يوم الجمعة 19 مارس الفارط نفعا في ثنيها عن حذف الفقرات الراقصة في السهرة، وهو ما جعل الطلبة يعلنون حقهم في التصدي لهذا النشاط بكل الوسائل المشروعة. وقد وجه الطلبة الرافضون للنشاط رسالة مفتوحة إلى الوزير الأول ووزير التعليم العالي، ورئيس جامعة محمد الخامس السويسي، وقيدومة كلية الطب والصيدلة، و5 تم نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء الإعلان عن ميلاد شبكة تضم في عضويتها جمعيات مغربية وأخرى دولية عاملة في مجال الهجرة، وتعنى بشؤون وأحوال المهاجرين السريين القادمين من جنوب إفريقيا، المقيمين بالمغرب بشكل غير قانوني. وقال خليل جماح، رئيس جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، في تصريح ل التجديد إن من شأن هذه الشبكة أن تعنى بتقديم المساعدات الضرورية للمهاجرين السريين أو ما نسميهم بعابري سبيل، على اعتبار أنهم لم يحلوا بالمغرب كمهاجرين سريين، وإنما جعلوه محطة في طريق هجرتهم نحو الوجهة التي يريدونها، سواء كانت إسبانيا أو غيرها من الدول الأوروبية الأخرى، فضلا عن أن المغرب بلد مسلم ومعروف عنه كرم الضيافة. وأضاف جماح أنه لما تعذر على جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، وعلى غيرها من الجمعيات العاملة في مجال الهجرة، توفير بعض المساعدات لهؤلاء المهاجرين الذين يمرون بوضعية قاسية جدا، بعد أن طرقت أبوابا كثيرة من أجل ذلك، التجأت إلى خلق شبكة توحد بين هذه الجهود، وتسطر برنامجا موحدا يكون من شأنه، على المستوى القريب، تقديم بعض المساعدات الأولية لهؤلاء المهاجرين، وعلى المستوى البعيد خلق مراكز استقبال للمهاجرين، على غرار بعض الجمعيات الدولية. وعرف لقاء نهاية الأسبوع الماضي، الذي حضرته العديد من الجمعيات الوطنية والدولية، التي تعنى بالهجرة وبحقوق الإنسان، المصادقة على القانون الأساسي للشبكة، ذات الصبغة التنسيقية بين هذه الجمعيات، التي من المنتظر أن يكون مقرها بمدينة خريبكة، كما تمت المصادقة على تكليف هشام الراشدي، عضو جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، بمهمة التنسيق بين مكوناتها. وأكد جماح أنه سيتم العمل، خلال الأيام القليلة القادمة على تقديم المساعدات الأولية لعابري السبيل، في إشارة إلى المهاجرين السريين، بما في ذلك المساعدات الطبية كالأدوية وغيرها، واللباس، كما سيتم إيواء أطفال المهاجرين في مراكز خاصة بالأطفال حتى يتم انتزاعهم من الواقع البئيس الذي يعيشونه في الغابات والمغارات التي يقطنونها. وحول العدد الافتراضي للمهاجرين السريين ببلادنا، أكد جماح أن حوالي 10000 مهاجر سري إفريقي يقطنون المغرب بطريقة غير قانونية، وأنهم من جنسيات مختلفة، وإن كان أغلبهم من مالي ونيجيريا والكامرون، وأنهم قد حلوا بالمغرب عبر التراب الجزائري والموريطاني، كما أن منهم من دخل إلى المغرب بشكل قانوني، ولم يغادره رغم انتهاء مدة إقامته القانونية، وبالتالي أصبح في حكم المهاجرين السريين. وعن حيثيات حضور بعض الجمعيات الدولية في اللقاء، أشار جماح إلى أن استدعاء هذه الجمعيات للحضور كان أولا بهدف الاطلاع على تجاربها في مجال الهجرة وإيواء اللاجئين، وثانيا بهدف حثها على إدانة الضغط الأوروبي على المغرب في التعامل اللاإنساني مع ملف الهجرة خلال لقاءاتها في بلدانها، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن بعضا من المنابر الصحافية المغربية تتعامل مع ملف المهاجرين السريين بالطريقة نفسها التي كانت تتعامل بها العديد من المنابر الصحافية بالدول الأوروبية، كفرنسا وإسبانيا، خلال مرحلة السبعينيات، حيث كانت تتحدث عن المغاربيين القادمين إلى أوروبا، وكأنهم مصدر كل المشاكل، في تغييب شامل للبعد الإنساني، وتخويف مقصود منهم، إلى درجة وصفهم بالخطورة على المجتمع الأوروبي بصفة عامة. عبد الرحمان الخالدي