يبدو أن صبر المملكة المغربية نفذ، جراء الإساءات المتتالية من الدولة المصرية، ففي تطور لافت وصفت القانتان العموميتان الأولى والثانية الليلة الماضية، ما وقع في مصر في 3 يوليوز من العام 2013 بالانقلاب العسكري، وأن ما وقع أثناء فض اعتصام "رابعة" يعد جريمة على حد تعبير الإعلام المغربي. إعلام المملكة الرسمي لم يقف عند هذا الحد، بل زاد بالقول إن انقلاب السيسي ضد الرئيس المنتخب مرسي أجهض مشروع الانتقال الديمقراطي وأدخل مصر في متاهات أمنية كبيرة مازال وقعها مستمرا حتى اليوم، وذلك عكس الخطاب الذي استمر لأزيد من سنة والذي حاول إمساك العصا من الوسط. واستهلت نشرة الأخبار الرئيسية على القناة الأولى أمس، بتقديم تقرير حول الوضع في مصر بقولها "عاشتْ مصر منذُ الانقلاب العسكري الذي نفذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمنِي، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع، وتثبيت أركانه". وفيما ما يزال الشارع المغربي ينتظر أجوبة عن هذا التحول، قال محمد تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية مصرحا ل"جديد بريس"، "إن التواطئ المفضوح الجاري بين النظامين العسكريين في مصر والجزائر، بالإضافة لزيارة العاهل المغربي لتركيا ولقاؤه بأردوغان، خاصة أمام الخصومة التركية المصرية، عاملين قد يفسران التحول الحاصل في الإعلام المغربي". الحسيني قال كذلك إن انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب مرسي واقع لا يرتفع، ف"السيسي لم يأتي عن طريق صناديق الاقتراع بل على ظهر دبابة وأن الانتخابات بعد ذلك زكت واقعا، فأصبح الوضع أكفس من زمن مبارك حقوقيا وعلى مستوى الحريات السياسية، التي أصبحت أفظع من زمن مبارك". الحسيني قال إنه "آن الآوان لتعود مصر إلى جادة الصواب، والتراجع عن حظر جماعة الإخوان المسلمين، التي يعرف الجميع أنها ليست إرهابية، كما أن حكاية هيمنتها على الدولة التي روجت حيال فوزهم بالانتخابات، يفندها تغلغل الجيش في مؤسسات الدولة وتلقيه للمساعدات الأمريكية، وهيمنته على الاستثمارات الكبرى على حد تعبير الحسيني. الأستاذ الجامعي قال كذلك "إن الضغط الدولي متواصل على قادة الانقلاب في مصر لإطلاق سراح أزيد من عشرة آلاف معتقل سياسي"، وتأسف الحسيني لكون ما يجري في مصر يعيدنا سنوات للوراء في زمن الناصيرية وتسلط المؤسسة العسكرية" وعن أسباب تحول الإعلام المغربي اتجاه الشأن المصري، قال الخبير الدولي، إنه لا يفهم في خبايا المطبخ الإعلامي، غير أنه قال "إن الرجوع للحق خير من التمادي في الخطأ، وأنه كان يفترض أن تقال الحقيقة للمغاربة كما هي منذ زمان". وفيا يدفع عدد من المراقبين إلى كون ردة الفعل المغربية أيضاً جاءت جراء أخطاء الإعلام المصري الكبيرة في حق المغرب ملكا وشعبا حكومة، يتوقع آخرون أن يغضب الموقف المغربي كل من الإمارات والسعودية، لكون الدولتين معا هما راعيتا الانقلاب الذي حدث في مصر، مشيرين إلى ما سبق أن أقدمت عليه الامارات من سحب سفيرها من تونس لأن الرئيس محمد المنصف المرزوقي انتقد انقلاب السيسي على مرسي في خطاب له في الاممالمتحدة. هذا ويرتقب أن يعرف هذا المستجد تحولات عدة، ونقاشات ساخنة في انتظار الموقف الرسمي لكلا البلدين.