فِي تحولٍ لافتٍ للتعاطِي معَ الشأن المصري، لمْ تتوان القناة الأولى، في نشرتها الإخباريَّة، مساء الخميس، عن الإشارة إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالمشير الذي قاد انقلابا عسكريا، في الوقت الذي وصفت فيه الرئيس المعزول محمد مرسي بالرئيس المنتخب. نشرةُ الأخبار على القناة الأولى، التي تمثلُ صدًى لسياسة البلاد الخارجيَّة، استهلتْ تقديم تقرير حول الوضع في مصر ب"عاشتْ مصر منذُ الانقلاب العسكري الذي نفذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمنِي، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوة والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع، وتثبيت أركانه". وعادت القناة الأولى في تقرير مفصل حول الإطاحة بالإخوان، إلى الانقلاب العسكرِي في الثالث من يوليوز 2013، لتعرج على ما أعقبه من اعتقالات، وأعمال قتل طالتْ 500 من المعتصمِين في ميدان رابعة العدويَّة بلقاهرة، كما ساقتْ تحليلًا لمدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجيَّة، محمد بنحمُّو، يعتبر فيه عزل مرسي إجهاضا للانتقال الدمقراطِي، ونسفًا للدستور الذِي اختاره المصريُّون فجرى تعطليه، راصدًا أفقًا ملبدًا للوضع المصري في ظل الاحتقان السياسي، إزاء قمع معارضي النظام بالبلد. ولمْ تغفل القناة الإشارة إلى ردُود الفعل الدولية التي أعقبت فضَّ اعتصام رابعة، من خلال التنبيه إلى أنَّ دور العسكر في مصر يبعثُ على القلق، بعد التراجع عن استحقاقات قال فيها الشعب المصري كلمته. القناة الأولى تطرقت في تقريرها إلى خروقاتٍ قالتْ إنَّها شابتْ الانتخابات في مصر، من خلال إعلان فوز السيسي بنسبة 96 في المائة، بالرُّغم حديث اللجنة العليا للانتخابات في البلاد عن مشاركة لمْ تتعدَّ 47 في المائة. جديرٌ بالذكر، أنَّ الملك محمد السادس كانَ قدْ هنأ في يونيو الماضي الرئيس عبد الفتاح السيسي ب"الثقة" التي حظي بها من قبل الشعب المصري في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في ماي 2014. وقبل ذلك كانت المملكة قدْ أبدت دعمها لخارطة الطرِيق، ومطامح الاستقرار في مصر ، قبل حصول "انقلاب" في الرؤية للوضع بأرض الكنانة، على اعتبار أنَّ القناة الرسميَّة للبلاد لا تنطقُ خارج السياسة الخارجيَّة، التِي لم يصدر عنها أيُّ بلاغٍ رسمي، ينتقدُ مصر أوْ يؤاخذهَا على موقفٍ حتى اللحظة.