في سياق التفاعل مع الأحداث الجارية في جهورية مصر عبر فيسبوكيون مغاربة عن "استياء عارم" مما يجري بمصر من انقلاب عسكري على الرئيس المصري محمد مرسي، بعد بيان "العزل" الذي تلاه وزير الدفاع عبد الفاتح السيسي، كما أعربوا عن رثائهم لثورة 25 يناير وتخوفهم من امتداد انعاكاسات ما يجري بمصر إلى المغرب. انقلاب خريفي بعد الربيعي وصف فيسبوكيون مغاربة ما وقع في مصر، اليوم الأربعاء، ب"الانقلاب الخريفي بعد الربيعي"، في إشارة إلى ما أقدم عليه العسكر من انقلاب على محمد مرسي، رئيس مصر المنتخب، معتبرين ذلك "انقلابا خريفيا" على ثورة 25 يناير التي أنهت نظام حكم حسني مبارك. وقال أحمد منصور، الصحافي بقناة الجزيرة الفضائية، مستهزئا من معارضي مرسي والانقلابيين العسكريين "فليسقط محمد مرسي، أول وآخر رئيس مصري يسكن في شقة بالإيجار.. فليسقط محمد مرسي، أول وآخر رئيس مصري لديه ابن عاطل وآخر يجمع لقمة عيشه في دول الخليج.. فليسقط محمد مرسي، أول وآخر رئيس مصري تموت أخته في مستشفى الزقازيق العام وهو الذي يلقب بفخامة السيد رئيس الجمهورية..."، وهي التدوينة التي تناقلها على نطاق واسع فيسبوكيون مغاربة. دموع ترثي ثورة 25 يناير وعبر فيسبوكيون آخرون عن حزنهم العميق ورثائهم لثورة 25 يناير التي أزاحت، حسب تعبيرهم، الرئيس السابق حسني مبارك، "الذي جثم على قلوب المصرين لما يزيد عن ثلاثة عقود"، مبدين تخوفهم من "الارتداد على مبادئ الثورة المصرية والعودة إلى عهد التحكم"، وقالوا مستهزئين "فليحيا المعارضون الذين يرفضون كل وسائل الديمقراطية والحوار ولا يرون إلا مصالحهم الشخصية والكرسي الذي يقاتلون من أجله". ووجه نشطاء الشبكة الاجتماعية فيسبوك سهام النقد، المخلوطة بالحنين لثورة 25 يناير، إلى ما أسموه "العهد الجديد، عهد العسكر وكبت الإعلام، وقمع الحريات، واعتقال القيادات"، في إشارة إلى وقف بث القنوات الإسلامية واعتقالة قيادات من الإخوان المسلمين، متسائلين بنبرة تحدي حول صمت العلمانيين والحداثيين من الانقلاب العسكري بمصر"أينكم أيها الحداثيون الديمقراطيون جدا؟". هجوم على السعودية، المغرب وأبو ظبي وتنويه بتركيا وشن الفيسبوكيون المغاربة هجوما شرسا على المملكة العربية السعودية التي بادرت بتهنئة رئيس المحكمة الدستورية بمصر الذي عينه بيان "الانقلاب" رئيسا مؤقتا لمصر، ووزارة الخارجية المغربية واصفين بيانها ب"الخجول" و"المثير للشفقة"، و"البيان الذي كتبه طفل ما زال في الرياض" وهاجموا أيضا الإمارات العربية المتحدة التي عبرت عن استعدادها لمد يد العون النفطية للشعب المصري بعد "إزاحة" محمد مرسي، حسب ما نقلته وكالات إخبارية دولية. في المقابل نوهوا بموقف الجمهورية التركية التي اعتبرت ما وقع في مصر "انقلابا عسكريا على الشرعية الانتخابية". توجس من امتداد انعاكاسات ما جرى بمصر إلى المغرب وأبدى نشطاء فيسبوكيون مغاربة تخوفهم من امتداد انعكاسات "الانقلاب العسكري على الشرعية" بمصر إلى المغرب، وقال أحدهم "قلت لكم الردة تزحف في اتجاهنا، فانتظروا"، وعلقت عليه أخرى "بعد ما وقع في مصر والاطاحة بالشرعية المنبثقة من صناديق الانتخابات، كل الاحتمالات واردة في الدول العربية.. هذا ليس ربيعا عربيا هذا زعلوك وشلاضة"، وتسائل آخر "من سيلعب دور السيسي في المغرب؟"، فتنوعت الإجابات بين من ذهب إلى القول "لكل بلد سيسي وسيسي المغرب هو مهندس الداخلية "الهمة" الذي بعثر المشهد السياسي في ظرف وجيز"، وبين من دعا الله أن "يبعد عنا السيسي وأشكال السيسي وسياسة السيسي"، فيما استبعد فسيبوكي آخر أن يقع نفس الشيء بالمغرب قائلا "لا مقارنة مع وجود الفارق، فرئيس الدولة في المغرب هو الملك محمد السادس. فهو ملك كل المغاربة. فرجاءا لا تقارنوا ما لا يقارن". فيسبوكيون يدعون للاحتجاج وأطلق فيسبوكيون مغاربة "دعوة إلى كل الشباب الدمقراطي والقوى الحية ضد الاستبداد" لتنظيم وقفة تضامنية مع الشعب المصري تنديدا بما أسموه "انقلابا عسكريا" على الشرعية، وذلك يوم الجمعة 5 يوليوز أمام سفارة مصر بالمغرب. واعتبر فيسبوكيون الدعوة للوقفة "في محلها"، مؤكدين أن من شأنها "إعلام من يعنيهم الأمر في المغرب بتضامننا مع الشرعية في مصر وتنديدنا بالانقلاب العسكري المسنود بتوسل قوى الردة والنكوص".