ينتظر أن تُستأنف يوم السبت 15 نونبر عملية حفر الطريق المؤدية إلى دوارين معزولين بأعالي الجبال بجماعة تغدوين إقليمالحوز، وذلك حسب ما صرح به مسؤول بعمالة الحوز إلى عدد من ممثلي الساكنة في لقاء بداية الأسبوع الجاري. وقالت مصادر حضرت الاجتماع، إن ممثلي ساكنة دوار تغزيرت ودوار زروون قبيلة الزات رفعوا شكاية إلى عامل الإقليم من أجل فك العزلة عن دواويرهم المعزولة في أعالي الجبال، طاليين استئناف أشغال حفر الطريق التي بدأت قبل شهور قبل أن تتوقف بعد استنفاذ ذخيرة المتفجرات. وأضافت المصادر أن الساكنة مصرة على إيصال الطريق إلى دواويرهم (13 كلم) إنقاذا لأرواح تزهق كل سنة بسبب انقطاع المنطقة عن العالم الخارجي كلما هطلت الأمطار أو الثلوج، إذ يجبر المرضى منهم على عدم التنقل قصد الاستشفاء وبالتالي مواجهة الموت إذا تعلق بمرض خطير أو بولادة. وأشارت الشكاية التي حصلت "التجديد" على نسخة منها، أن قبيلة الزات الواقعة بالحدود الشرقية للجماعة القروية تغدوين تعتبر منطقة جبلية تغلب عليها قساوة الطبيعة ووعورة المسالك وتنقطع فيها السبل بسب غياب الطريق وتتحكم فيها الهجرة المبكرة في صفوف الشباب نحو المدن، وتصل أثمنة المواد الغذائية الأساسية إلى ثلاثة أضعاف من ثمنها في السوق وتنقطع، وتعرف نسبة مرتفعة جدا في وفات النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة. وأكدت الشكاية أن الطريق التي بدأت أشغال شقها بمبادرة من جمعية أزاكوى للتنمية والمحافظة على البيئة، وبتعاون مع الساكنة والمجلس الإقليمي والسلطات المحلية خلال منتصف العام الماضي لفك العزلة عن الساكنة، توقفت مباشرة بعد أيام عيد الأضحى المنصرم وهي في بدايتها بدعوى انعدام الدعم المادي بالرغم من توفير الجماعة القروية على رصيد مالي مهم بإمكانه تغطية جميع التكاليف، وبالرغم من استعداد الساكنة لتوفير اليد العاملة تطوعا. وأبرزت الشكاية أنه في شتاء العام الماضي توفيت السيدة "اجة بردوز" وهي في مقتبل عمرها مع رضيعها مباشرة بعد عملية الوضع بسبب الإهمال وعدم العناية بها، وهى الحالة التي بثتها القناة الثامنة في ربورطاج تلفزيونى "مبعوث خاص" مساهمة منها في إبراز الوضع المأساوي المشهور ب"فاجعة تغزيرت" مقارنة مع "فاجعة أنفكو". وبتاريخ 27شتنبر 2014 مات الشاب رشيد أكلاكال بسب مرض مفاجئ ألم به والذى فشل الساكنة في إنقاذه بسب انعدام الطريق وارتفاع منسوب مياه وادي الزات. وبتاريخ 4 نونبر الجاري حملت الساكنة على نعش سيدة مسنة تجاوز عمرها 80 سنة إلى أمركن قاطعين مسافة 10 كلومترا عبر مسالك وعرة يغلب عليها طابع الانحدار ومياه الوادى، وهي الوسيلة الوحيدة المتوفرة لإنقاذ حياتها.