احتشد المئات من المتظاهرين في وقفة بمدينة تطوان مساء أمس الجمعة تضامنا مع غزة ودعما للمقاومة الفلسطينية، فيما منعت قوات الأمن المظاهرة من التحرك في شوارع المدينة بدعوى وجود تعليمات بعدم الترخيص للمسيرات. المشاركون في الوقفة رفعوا شعارات ولافتات منددة بالجرائم الصهيونية في حق أهل غزة، وحيو المقاومة الفلسطينية على بطولاتها المستمرة دفاعا عن القضية، مستنكرين الصمت الدولي والتواطئ العربي مع المجازر التي تُرتكب في حق أطفال ونساء وشباب غزة، كما عبر المتظاهرون عبر شعارات قوية عن إدانتهم لتعاطي الإعلام المغربي مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، معتبرين بث المسلسلات والسهرات الغنائية في وقت تُرتكب فيه مذابح بشعة في حق الأبرياء في غزة، إهانة لدماء الشهداء واستخفافا بعقول ووعي المغاربة، فيما حيا المشاركون الفضائيات العربية التي تنقل الأحداث في غزة بشكل مباشر وعلى رأسها قنوات الجزيرة والأقصى والقدس.. الأمن يمنع المسيرة الوقفة التي نُظمت بساحة مولاي المهدي وسط المدينة بدعوة من المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان، وبمشاركة عدة هيئات مدنية وطلابية وشبابية وشخصيات سياسية بمدينة تطوان، عرفت حضورا أمنيا مُكثفا حال دون تحركها في شوارع المدينة كما كان مُقررا، وأبلغ المسؤولون الأمنيون المنظمين بقرار باشا تطوان بمنع المسيرة التي كانت ستجول أهم شوارع المدينة، حيث أقاموا جداراً أمنيا حول الوقفة، فيما استنكر المنظمون قرار المنع معتبرين إياه جائرا وغير مفهوم ومنافيا للإرادة العُليا بالبلد مجسدة في الدعم والتضامن الرسمي مع غزة ملكا وحكومة وشعبا عبر الدعم المادي والمسيرات والوقفات المستمرة في كل المدن المغربية، واضطرت الهيئة المنظمة إلى الإكتفاء بتنظيم المظاهرة في ساحة مولاي المهدي وسط تفاعل لافت للمشاركين من ساكنة المدينة بمختلف فئاتهم العمرية. حماس تحيي التطوانيين .. الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حسام بدران، قال في كلمة له عبر اتصال هاتفي بمكبرات الصوت أثناء الوقفة، أن التضحيات التي يقدمها أهل غزة تستلزم دعما ونصرة ترقى لمستوى الدماء التي تراق والآلام التي يعانيها المحاصرون في القطاع، داعيا الشعوب إلى الإستمرار في الضغط على الحكومات من أجل التحرك لإنهاء العدوان الغاشم على غزة، كما حيا القيادي الفلسطيني المغاربة عموما وأهل تطوان بشكل خاص على دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن المظاهرات والمسيرات أمر أساسي للشعوب الحرة، وأضاف حسام بدران في هذا الاتصال الذي تفاعل معه المشاركين بالوقفة عبر التكبير والشعارات، أن المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة كتائب القسام أبهرت العالم بإنجازاتها النوعية ضد العدو الصهيوني رغم الحصار المستمر لأكثر من ثماني سنوات على القطاع، مبشراً باقتراب النصر والتمكين للمقاومين رغم التكالب والتواطئ العربي والدولي ضد غزة. الأطفال يُبدعون أطفال تطوان عبروا خلال الوقفة عن تضامنهم مع نظرائهم في غزة بأشكال مختلفة، فصنعوا دمى عليها أثار الدماء، ونظموا جنازات رمزية لأطفال غزة، وصنعوا صواريخ كرتونية تعبيرا عن دعمهم لبطولات المقاومة الفلسطينية، فيما ألقت طفلة كلمة باسم أطفال المدينة نادت فيها كل الضمائر الحية إلى وقف سلب براءة الأطفال الفلسطينيين وإزهاق أرواحهم الطاهرة، وصرخت في وجه بعض الأنظمة العربية المتواطئة مع العدوان الصهيوني "أنتم لا تمثلوننا، أنتم أعداؤنا". وبجانب الأطفال كان يقف شيخ كبير السن يرفع لافتة كُتب عليها "أطفال غزة يُعلمون العالم معنى الرجولة"، يتفاعل مع أناشيد المقاومة التي تصدح بها مكبرات الصوت، ويهتف مع المتظاهرين بكل ما أوتي من قوة، لعله يُفرغ جزءاً من المعاناة الداخلية التي يشعر بها وهو يشاهد دماء الأبرياء تُراق في بلد عربي مسلم تخلى الإخوة قبل الأعداء عن نصرته. كلمات ودموع ودعاء.. لم يتمالك النائب البرلماني محمد السليماني نفسه وأجهش بالبكاء أثناء سرده لمشاهد المذابح التي ارتكبها الجنود الصهاينة في حي الشجاعية في غزة، ففي كلمته باسم الوقفة قال النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية أن العدوان على غزة بصمة عار في جبين الإنسانية، متسائلا عن دور الأممالمتحدة والمنظمات الدولية في إنقاذ أطفال ونساء غزة، بدورها أشادت القيادية الإسلامية فاطمة النور في كلمة لها بالوقفة باستهداف الإحتلال الصهيوني النساء العُزل بوحشية غير مسبوقة، داعية النساء المغربيات إلى دعم نظرائهن في غزة بكل الوسائل المتاحة عبر الدعاء والمظاهرات والدعم المادي والإعلامي وغيرها... المتظاهرون وجهوا خلال هذه الوقفة تحياتهم للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، معبرين عن افتقاد العالم لمواقفه ودعمه البطولي للفلسطينيين. مستنكرين في نفس السياق غلق معبر رفح ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة من طرف السلطات المصرية، وذلك عبر شعارات منددة بالموقف المصري ودعوة السيسي إلى الرحيل عن الحكم. لتُختتم الوقفة بالدعاء بالنصر لأهل غزة ومقاوتها الباسلة. وتعتبر هذه الوقفة من أكبر الوقفات التي نُظمت بمدينة تطوان تضامنا مع غزة، وقد عرفت المدينة خلال شهر رمضان تنظيم عدد من الوقفات والفعاليات والمحاضرات الداعمة لغزة ومقاومتها، كان آخرها وقفة في يوم العيد نظمتها نفس الهيئة الطلابية (المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان).