احتشد العشرات من ساكنة مدينة تطوان مساء اليوم الثلاثاء في أول أيام عيد الفطر المبارك بالمغرب، في وقفة تضامنية مع أهل غزة وتنديدا بالعدوان الصهيوني على القطاع المحاصر، وذلك بساحة المولى المهدي (الخاصة)وسط المدينة، بمشاركة قوية لساكنة المدينة وفعاليات مدنية وشبابية وطلابية ورياضية. المشاركون في الوقفة رفعوا شعارات قوية تندد بالعدوان الصهيوني على غزة الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 1300 شهيد وجرح 8000 آخرين في اليوم 24 من العدوان، كما استنكروا الصمت العربي تجاه المجازر التي تحدث في غزة، وتواطؤ بعض الأنظمة العربية (الإمارات، السعودية، مصر... )مع الكيان الصهيوني من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية، كما رفع عدد من الأطفال في الوقفة شعارات تضامنية مع نظرائهم في غزة. الوقفة التي دعت لها المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان التابعة لمنظمة التجديد الطلابي، شارك فيها أعضاء من الفصيلين المشجعين لفريق المغرب التطواني (ماطادوريس، بالوما)، حيث أشعلوا ألعابا نارية في الوقفة احتفالا بالإنجازات العسكرية النوعية التي تحققها المقاومة الفلسطينية في غزة ضد جنود الإحتلال الصهيوني بعدما أوقعت عشرات القتلى في صفوفهم وأسرت وحدا منهم، فيما كان لافتاً الحضور القوي للطلاب والتلاميذ والأسر في الوقفة. المتظاهرون عبروا عن عدم رضاهم لطريقة تفاعل الإعلام المغربي مع العدوان على غزة، حيث استنكروا بث المسلسلات والسهرات الغنائية على القنوات العمومية المغربية في وقت يُقتل فيه أطفال ونساء غزة بالمئات يومياً، فيما رفعوا التحية لقناة الجزيرة والأقصى وباقي الفضائيات التي تنقل الأحداث الجارية في غزة، كما ندد المشاركون في الوقفة بموقف بعض "الدعاة" والسياسيين العرب، مقابل إشادتهم بمواقفكل من تركيا وقطر وموقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وفي نفس الوقت رفع المتظاهرون شعارات تضامنية مع صحفي طردته مديرة الإذاعة الجهوية بتطوان، والذي لازال معتصماً أمام بوابة الإذاعة بتطوان منذ أيام احتجاجا على قرار طرده. وتأتي هذه الوقفة بعد حملة ارتداء الكوفية الفلسطينية في يوم العيد والتي لاقت استجابة واسعة من الشباب المغاربة، وقد عرفت مدينة تطوان تنظيم عدة وقفات تضامنية مع غزة خلال الأيام الماضية كما هو الحال في باقي المدن المغربية. هذا وتشهد الفعاليات المساندة لفلسطين بالمغرب تفاعلا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة أثناء العدوان على قطاع غزة، ويتجلى ذلك أساسا في الوقفات الحاشدة التي تُنظم باستمرار في المدن المغربية دعما لغزة والمقاومة الفلسطينية، خصوصا وأن المسيرة الوطنية بالرباط خلال شهر رمضان كانت من أكبر المسيرات التضامنية مع غزة في العالم، وهو ما يعكس مدى حضور القضية الفلسطينية في وجدان المغاربة رغم بعد المسافة.