قال الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي إن إمكان زيارة مصر يبقى رهينا بملف حقوق الإنسان هناك، قائلا إنّ علاقات بلاده مع جميع الدول العربية جيدة. وأضاف في حوار تلفزيوني مع قناة "التونسية" ردا على سؤال يتعلق بعدم حضوره مراسم تنصيب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتمثيل البلاد بوزير الخارجية "إن تونس لا يمثلها بالضرورة رئيس الجمهورية، وبخصوص انتخاب السيسي نحن لا نتدخل في اختيارات الشعب المصري، ولكن نحن شعب لنا قيمنا ولنا استقلالية قرارنا، وفي العموم نتمنى أن يجد المصريون طريقهم للحوار ولحل مشاكلهم ." وفي السياق ذاته عبر عن أمله في عدم تنفيذ أحكام الإعدام التي أصدرتها محاكم مصرية في حق أكثر من 600 من أنصار وقيادات الإخوان المسلمين، معتبرًا أن هذه القضية مهمة جدًا بالنسبة إليه كحقوقي، وكذلك في تحديد صورة مصر ونظرة العالم إليها، موضحا إمكانية زيارته إلى مصر في ظل حكم السيسي لكنها "تبقى رهينة تحديد موقف الدولة المصرية و كيفية تعاملها مع قضية الإعدام، ومشيرا إلى وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر السياسية مع القيادة المصرية. أما بشأن ليبيا، فقد قال "إذا تمكن الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود ما يسمى ب"عملية الكرامة" ضد من وصفهم بالإرهابيين والخارجين عن القانون، من الوصول إلى السلطة في ليبيا، فلكل حادث حديث" نافيا أن يكون هناك خلاف بينه وبين رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة بشأن التعامل مع هذا الملف. وأشاد المرزوقي بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة "لما قدمه لتونس في مستوى التعليم وتحرير المرأة وما ساهم به من نضال من أجل تحرير البلاد" لكنه لامه "عندما أضاع على تونس في بداية فرصة الدخول في المسار الديمقراطي وساهم بموقفه هذا في دخول تونس في فترة سوداء في ظل حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي طيلة 23 سنة." وقال إنّ مطلب تسلّم بن علي من السعودية هو مطلب يومي لا تراجع عنه، مشيرا إلى أنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة "ضدّ الربيع العربي. وهذا أمر يهمهما ولا دخل لنا فيه. ولا دخل لنا في شؤونهما. ولكننا مددنا أيادينا إليهما والأيادي مازالت ممدودة. فقط نريد أن نتعامل مع الجميع على أننا دولة ذات سيادة ومستقلة منذ عقود ونريد أن نبني بلادنا وديمقراطيتنا من دون إملاءات من أي أحد" على حد تعبيره