افتتحت في الدوحة أمس (الأربعاء) أعمال القمة الطارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي ستخصص لمناقشة الأزمة العراقية. ويسعى زعماء 54 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ضم صوت قمتهم إلى الأصوات الأخرى المناهضة لحرب أميركية على العراق في العالم. وتعتبر منظمة المؤتمر الإسلامي أكبر تجمع إسلامي في العالم إذ تضم في عضويتها 56 عضوا. إلا أن حوالي ربع الدول الأعضاء فقط ستمثل برؤسائها بينما ذكرت بعض الدول الأعضاء أنها لا ترى جدوى من عقد اللقاء على الإطلاق. وتأمل قطر الدولة المضيفة في أن تبعث القمة على الأقل برسالة قوية إلى بغداد وواشنطن مفادها أن الدول الإسلامية تبذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الأزمة بينهما سلميا. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه لا يستطيع التنبؤ بنتائج الاجتماع إلا أن الجميع يأملون في إرسال الرسالة الصحيحة إلى مجلس الأمن والعراقيين والولايات المتحدة. وقد علمت الجزيرة أن البيان الختامي للقمة سيتضمن رفضا مطلقا لتوجيه ضربة أميركية محتملة للعراق والتمسك بحل سلمي، مشددين على رفض الخيار العسكري ومطالبة بغداد الالتزام بالقرارات الدولية بنزع أسلحتها غير التقليدية المزعومة ومنح المفتشين الدوليين المزيد من الوقت. ولم يعرف ما إذا كانت المبادرة الإماراتية المتعلقة بتنحي الرئيس العراقي صدام حسين ومساعديه ومغادرته البلاد مقابل ضمانات بعدم الملاحقة القضائية ستطرح على القمة. ولم يستبعد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية أن يتم طرح المبادرة الإماراتية التي قدمت خلال القمة العربية، على القمة الإسلامية. وتنعقد القمة في الدوحة التي ترأس حاليا منظمة المؤتمر الإسلامي في غياب تمثيل بارز لأعضاء أساسيين في المنظمة مثل السعودية التي تشهد علاقاتها مع الدوحة فتورا ملحوظا وقد سبق أن أبدت تحفظات على القمة. ويمثل السعودية بوفد يرأسه مساعد وزير الخارجية نزار مدني, فيما سيمثل وزير خارجية إيران كمال خرازي بلاده على رأس وفد ضخم يضم حوالي 120عضوا. ومن المقرر أن يوجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يمتنع عن مغادرة الأراضي الفلسطينية خشية أن تمنعه إسرائيل من العودة إليها, إلى القمة بكلمة مسجلة على شريط فيديو. ويمثل العراق عزة ابراهيم على رأس وفد كبير مكون من حوالي 90 عضوا. ويضم الوفد أيضا وزراء الخارجية ناجي صبري والإعلام محمد سعيد الصحاف والتجارة محمد مهدي صالح والنفط سمير النجم. يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر شهدت مشادات كلامية حادة بين نائب مجلس قيادة الثورة العراقية عزة ابراهيم وأحد أعضاء الوفد الكويتي، بعد أن اتهم عزة ابراهيم المسؤولين الكويتيين بأنهم "خونة". وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح دعا في كلمته قبل كلمة المسؤول العراقي بشكل غير مباشر إلى تنحي الرئيس العراقي صدام حسين عن السلطة. وفي نهاية كلمته خرج ابراهيم عن كلمته المكتوبة وهاجم الوزير الكويتي قائلا "كيف يتجرأ على مهاجمة رمز العراق العظيم"، في إشارة إلى الرئيس العراقي. وعندما قاطعه وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح، هاجمه ابراهيم وقال له "اخرس يا عميل". ورد عليه الوزير الكويتي "هذا كفر وكذب ودجل". واضطر أمير قطر الى التدخل لتهدئة الطرفين. ورجحت مصادر صحافية من المؤتمر أن تكون قد حصلت مصالحة بين الوفدين بوساطة قطرية. يونس