نددت القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي اليوم الخميس -12-2005 بالإساءة للإسلام والمسلمين في وسائل إعلام بعض الدول الغربية، وشددت على مسئولية الحكومات تجاه ضمان الاحترام الكامل لجميع الأديان، وعدم جواز استغلال حرية التعبير كذريعة للإساءة إلى الأديان. وتبنت القمة في ختام أعمالها وثيقتي "بلاغ مكة" و"الخطة العشرية" إلى جانب البيان الختامي للقمة، وكانت القمة قد بدأت فعاليتها أمس الأربعاء بحضور قادة وممثلي 57 بلدا أعضاء بالمنظمة التي تتخذ من جدة بغرب السعودية مقرا لها. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن وثائق القمة تؤكد على محاربة التطرف في العالم الإسلامي، وتدعو إلى نشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية، وتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي في التصدي لقضايا التنمية والإنماء في الدول الإسلامية، بالإضافة إلى إشاعة صورة مشرقة للإسلام والمسلمين في العالم. كما تطرق البيان الختامي للأوضاع في فلسطين والعراق، وندد بتنامي ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في الغرب، والتي كان أبرز صورها نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول في صحيفة الحزب الحاكم بالدانمرك. وقال البيان: "إن المنظمة تعرب عن قلقها إزاء تنامي الكراهية ضد الإسلام والمسلمين بالعالم، والإساءة إلى الرسول في وسائل إعلام بعض البلدان". وشدد على "مسئولية جميع الحكومات تجاه ضمان الاحترام الكامل لجميع الأديان والرموز الدينية، وعدم جواز استغلال حرية التعبير كذريعة للإساءة إلى الأديان". ودعت القمة إلى "ضرورة العمل الجماعي لإبراز حقيقة الإسلام وقيمه السامية، والتصدي لمحاولة تشويه صورته وقيمه وتدنيس الأماكن الإسلامية، والعمل الفعال مع الدول والمؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية لحثها على تجريم هذه الظاهرة، باعتبارها شكلا من أشكال العنصرية". التطرف والإرهاب ودعا البيان الختامي إلى ضرورة التصدي للفكر المنحرف بكافة الوسائل المتاحة، وتطوير المناهج الدراسية بما يرسخ قيم التفاهم والتسامح والحوار والتعددية. وأكد أن الإسلام هو دين الوسطية، ويرفض الغلو والتطرف والانغلاق. وشدد البيان على أهمية مكافحة التطرف المتستر بالدين والمذهب وعدم تكفير المذاهب الإسلامية، وتعميق الحوار بينها. وأكد على إدانة الإرهاب بجميع إشكاله وصوره، ورفض أي مبرر أو مسوغ له، وتضامن المنظمة مع الدول أعضائها الذين يتعرضون لأعمال إرهابية. وقال البيان: "ينبغي تجريم كافة الممارسات الإرهابية وجميع أشكال دعمها وتمويلها والتحريض عليها، والتأكيد على أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا ترتبط بأي دين أو جنس أو لون أو بلد". حقوق الإنسان ودعت المنظمة إلى تعزيز القوانين الرامية إلى النهوض بالمرأة في المجتمع المسلم في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية وفقا للقيم الإسلامية للعدالة والمساواة، وحمايتها من جميع أشكال العنف والتمييز واحترام اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. وطالب البيان بدراسة إمكانية إنشاء هيئة مستقلة دائمة لتعزيز حقوق الإنسان في الدول الأعضاء، وإمكانية إعداد ميثاق إسلامي لحقوق الإنسان. كما دعا إلى دراسة إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء، والانضمام إلى الاتفاقيات والقرارات المبرمة وتنفيذها، ودعم أنشطة اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري "كومسيك". القضايا الإسلامية وطالبت القمة في بيانها الختامي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدسالشرقية والجولان السوري، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة. ودعت إلى "دعم وقفية صندوق القدس بحيث يسهم كل مسلم بدولار واحد، إلى جانب مساهمة الدول الأعضاء للحفاظ على المقدسات بمدينة القدس، وتعزيز صمود أهلها لتعود عاصمة لدولة فلسطين". وحول الوضع بالعراق، أعربت القمة عن ترحيبها بالمبادرة العربية للوفاق الوطني بين الفئات العراقية، وأدانت الإرهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي. وأعربت عن أملها في أن تؤدي الانتخابات البرلمانية المقررة منتصف ديسمبر 2005 إلى قيام حكومة عراقية دستورية بما يحفظ وحدة العراق وسلامة أراضيه. كما رحبت القمة باتفاق السلام الشامل في السودان، وأكدت دعمها لحقوق وتطلعات شعب جامو وكشمير في تقرير المصير وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، ومساعي الحكومة الصومالية لاستعادة الأمن وإعادة الإعمار. إصلاح المنظمة وشددت الخطة العشرية (برنامج عمل 10 سنوات) على ضرورة إدخال إصلاحات على منظمة المؤتمر الإسلامي عبر "إعادة هيكلتها والنظر في تغيير اسمها ومراجعة ميثاقها وأنشطتها ودعمها بالكفاءات، وإيجاد آلية لتنفيذ القرارات عبر إنشاء جهاز تنفيذي".