دشن إعلاميون سعوديون ومواقع إلكترونية وقنوات فضائية إسلامية حملة للدفاع عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ضد ما أسموه "الإساءة الدانمركية" بتوجيه آلاف الرسائل لوزير الثقافة الدانمركي للاحتجاج على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي بصحيفة دانمركية، وشرح أسباب تحريم رسم صور للرسول عموما. ووفقاً للرسالة التي اطلعت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منها تؤكد الحملة – التي بدأت منذ يومين وتمتد 10 أيام تحت شعار "لتتوحد أصواتنا"- على أن "رسم الرسول بطريقة تهكمية، وتصويره على أنه شخص يمثل قوى الشر ليس إلا عملا يهدف لاستفزاز المسلمين، والإساءة لهم في عقيدتهم وقلوبهم وعقولهم وأرواحهم، ولا يمكن للمسلمين أن يتصوروا إساءة ثقافية أكبر من ذلك". وأردفت "تابع المسلمون بأسف بالغ ما نشر في صحيفة يلاندز بوسطن الدانمركية من رسوم مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ونود أن نوضح لكم أن رسم هيئة الرسول أو تصويره في أي عمل فني أمر محرم كليا في الإسلام، حتى ولو كان في سياق مديح أو إعجاب". وشددت الرسالة على أنه: "مع إيماننا وتأكيدنا على حرية الاعتقاد والتعبير والنشر إلا أن ما نشر في الصحيفة من رسوم يتجاوز حدود حرية التعبير ليصل إلى الإساءة المتعمدة لما يقارب مليار شخص يرون في رسول الله الرحمة والهداية، وذلك عن طريق الإساءة لنبيهم دون وجود أي هدف آخر واضح". وتابعت "لذا نرفع لسيادتكم اعتراضنا الشديد على ما نشر آملين أن يكون احترام الآخرين وحرية معتقداتهم ورموزهم دافعا لكم لاستنكار نشر مثل هذه الرسوم، ومنع نشرها مرة أخرى؛ فهي لا تهدف إلا للإساءة لمشاعر المسلمين، وتزيد من الفرقة بين الشعوب، ولا تحترم حريات الآخرين". آلاف الرسائل من جانبه، كشف عبد العزيز قاسم مدير تحرير صحيفة "المدينة" السعودية والمشرف على ملحق الرسالة الذي يقود الحملة عن أن "بضعة آلاف من رسائل التأييد وصلتنا في غضون يومين فقط من بدء الحملة ونأمل في الكثير منها". وأوضح ل"إسلام أون لاين.نت" أن "الحملة ستمتد لفضائيات عربية أخرى إلى جانب فضائية المجد لضمان عدم تكرار هذه الإساءة لرسول الله، وإفهام الغرب حرمة التعرض للأنبياء". ودعا المسئولون عن الحملة كل غيور على الإسلام أن يرسل لهم تأييده، واعتراضه على الإساءة لنبي البشرية بما لا يتجاوز أربعة سطور، على أن يبعث هذا التأييد على عنوان الحملة كي يتم تضمينه في الرسالة الموجهة إلى الحكومة الدانمركية، ووزير ثقافتها. وخصص المسئولون عدة وسائل لتلقي رسائل التأييد هي الموقع الإلكتروني www.almadinapress.com، أو العنوان الإلكتروني [email protected]، أو الفاكس 6714966(02)، أو العنوان البريدي: ص.ب : 51113 جدة 21543 - ملحق الرسالة. اعتذار دانمركي يشار إلى أن سفير الدانمرك بالقاهرة قدم اعتذار رئيس وزراء بلاده إلى كل من شيخ الأزهر ومفتي مصر عما وصفه "بأي تصريح أو عمل أو تعبير يشوه صورة الأديان"، وذلك عقب انتقاد مجمع البحوث الإسلامية للإساءة للرسول بالصحافة الدانمركية. وقال الدكتور محمد سيد طنطاوي للسفير الدانمركي: "إن الإساءة إلى الأموات بصفة عامة تتنافى مع المبادئ الإنسانية الكريمة، سواء كانت هذه الإساءة إلى الأموات من الأنبياء أو الصالحين أو السياسيين وغيرهم ممن فارقوا الحياة". وأردف شيخ الأزهر أنه "يرفض الإساءة إلى الرسول لأنه فارق الحياة، وأن الأمم العاقلة الرشيدة تحترم الذين انتهت آجالهم وماتوا". وأضاف أن "ذلك هو ما تقتضيه العقول الإنسانية السليمة، وفي الوقت نفسه نحن نقدس الحرية، ولكن ينبغي أن تكون في حدود ما أباحته القوانين والشرائع". أما مفتي مصر الدكتور علي جمعة فقال خلال لقائه أيضاً بسفير الدانمرك: إنه "لا يمكن القول بأننا نرفض الإساءة للرسول لأنه مات وفارق الحياة؛ لأن الرسول لا يزال حيا في قلوب المسلمين، ويقتدون به في حياتهم اليومية". وأردف إن "كل مسلم من بين المليار وثلاثمائة مليون مسلم على مستوى العالم يعد امتدادًا في الوقت الراهن للرسول، ولا ينبغي مطلقا الإساءة للأنبياء والصالحين، أو ازدراء الأديان السماوية". وأكد أنه "لا يمكن مساواة الأنبياء والصالحين وغيرهم من البشر برجال السياسية لأن الأنبياء معصومون من الخطأ، ولا ينبغي الإساءة إليهم أو مساواتهم بغيرهم من البشر بحجة أنهم جميعا أموات". وكان الأزهر الشريف قد تعهد عقب إثارة هذه الأزمة بالتوجه إلى الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتصعيد قضية نشر الصحيفة الدانمركية في العشرين من سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيرياً يسيء للرسول، من بينها رسم يصوره صلى الله عليه وسلم وقد اعتمر عمامة على شكل قنبلة. ورفضت الحكومة الدانمركية مطالب المسلمين بفتح تحقيق مع مسئولي الصحيفة حول هذه الرسوم، معتبرة أن ما جاءت به الصحيفة يندرج تحت حرية التعبير التي يكفلها دستور البلاد. ويعيش بالدانمرك نحو 180 ألف مسلم يشكلون حوالي 3% من تعداد سكان للبلاد البالغ 5.4 ملايين نسمة؛ ويعد الإسلام ثاني ديانة بالدانمرك التي تتبع الكنيسة اللوثرية البروتستانية.