يناقش مؤتمر القمة المقبل لدول منظمة المؤتمر الإسلامي قضية نشر صحيفة دنماركية أخيرا رسوما كاريكاتورية تسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، الأمر الذي فجّر موجة من الاحتجاجات بين الأقلية المسلمة، امتدت إلى صفوف المسلمين خارج البلاد. وقال مهاب نصر مهدي، نائب السفير المصري بالدنمارك: >أبلغنا من خلال وزير خارجيتنا (أحمد أبو الغيط) أن موضوع هذا الكاريكاتير سيشمله جدول أعمال القمة الخاصة لمنظمة المؤتمر الإسلامي< المقررة في المملكة العربية السعودية يومي السابع والثامن من دجنبر .2005 وشدد على أن >هذه مبادرة جماعية اتخذتها منظمة المؤتمر الإسلامي، ولعبت مصر دورا رائدا فيها<. وكانت الصحيفة الدنماركية قد نشرت 12 رسما كاريكاتيريا يوم 20 سبتمبر 2005 تصور الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أشكال مختلفة، وفي أحد الرسوم يظهر مرتديا عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه.وأثارت هذه الرسوم انتقادات واسعة واحتجاجات من قبل الأقلية المسلمة بالبلاد، واعتبرها القادة الدينيون للأقلية مهينة للرسول، وطالبوا باعتذار رسمي من جانب الصحيفة التي رفضت ذلك محتجة بأن ما نشرته يدخل في إطار حرية التعبير. وفي العاصمة اللبنانية قال السفير المصري حسين درار الأربعاء 2 11 2005: إنه ناقش مع وزير الخارجية اللبناني فوزي صالوخ الإجراءات التي يتوجب اتخاذها لإيقاف مثل هذه الإهانات لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم. وأردف الدبلوماسي المصري: >طلبنا من الحكومة الدنماركية اتخاذ إجراءات، لكن لم نتلق إلى الآن أي رد على طلبنا<. وقال للصحفيين: >نتيجة لذلك قررنا عدم استمرار الاتصالات مع الحكومة الدنماركية في ما يتعلق بحقوق الإنسان والتمييز وأي إجراءات أخرى تتعلق بالأجندة الدنماركية<. وتوالت الإساءات من بعض وسائل الإعلام الدنماركية للإسلام في الشهور الأخيرة، وأدين كاي فيلهيلمسين، المعلق بالإذاعة الدنماركية، بانتهاك قوانين مكافحة العنصرية بسبب إبدائه ملاحظات معادية للمسلمين، حيث طالب بالقيام >بإبادة جماعية للمسلمين في أوربا<. كما تواجه محطة إذاعة هولجر المحلية ذات الميول اليمينية المتطرفة احتمال سحب ترخيصها حول قضية تتعلق ببث مواد عنصرية ضد المسلمين. وتقدم أفراد من الأقلية المسلمة بشكوى يوم 4 12 2004 لدى الشرطة ضد محطة تلفزيون ليزبيث نودسن الحكومية واتهموها بالتحريض على الحقد بين أصحاب الديانات المختلفة، وذلك بسبب إقدامها على بث فيلم سابميشن المسيء للإسلام، للمخرج الهولندي ثيو فان جوخ، الذي قتل في الثاني من نونبر .2004 ويعيش في الدنمارك حوالي 180 ألف مسلم، أي ما يعادل 3% من إجمالي سكان البلاد، البالغ عددهم 4‚5 ملايين نسمة. ويمثل المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية بعد المسيحيين الإنجيليين الذين يشكلون نحو 85% من سكان الدنمارك.