نشرت صحيفة "أفتن بوستن" أبرز الصحف النرويجية الجمعة 8-1-2010 نسخة من الرسوم الكاريكاتورية المسئية للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والتي نشرتها صحف دنماركية ونرويجية في 2005، وأثارت حينها موجة استنكار عارمة في العالمين العربي والإسلامي، ودفعت شابا صوماليا مؤخرا لمحاولة اغتيال أحد رساميها الدنماركيين. وفي مقال ملحق بالرسوم اليوم قالت هايلد هاوغسغيرد مديرة تحرير الصحيفة: إننا "نواجه محاكمة في الدنمارك مرتبطة بذلك الاعتداء الذي استهدف رسام يلاندس بوستن.. وبالتالي يبدو لنا طبيعيا ومبررا إعادة نشر العمل الفني والصحفي الذي كان على ما يبدو مصدر تلك الخطوة العنيفة"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. ونشرت الصحيفة في عددها الصادر الجمعة ستة رسومات من أصل 12 بجانب مقال حول الرسام الكاريكاتوري الدنماركي كارت فسترغارد صاحب أحد أبرز الرسوم التي أثارت استنكار العالم الإسلامي لدى نشرها في صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية في الثلاثين من سبتمبر 2005. "لن يعاد نشرها بالدنمارك" وفي تصريحات صحفية قال يورن ميكيلسن، رئيس تحرير صحيفة "يولاند بوسطن"، أكبر الصحف انتشارا: "نحن نعترف بأن الوضع الأمني قد تغير ونحن نقف أمام تهديدات واضحة، وهذا يؤثر بطبيعة الحال على قرارنا"، مشدد على ضرورة التفكير "بواقعية". بدورها قالت إلزابيث كنودسن، رئيسة تحرير جريدة "البيرلنسكه تيذنه" ثالث أكبر الصحف، إنها لا ترى أي مبرر صحفي لإعادة نشر الرسوم. ومن جانبهم رحبت القيادات الإسلامية في الدنمارك بهذه التصريحات، وقال رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد الحمدي في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" عبر الهاتف: إن "موقف الصحف الدنماركية كان مفاجئا لنا، واعتبرناه خطوة للأمام تستوجب فتح الباب للحوار، ما دفعنا للرد السريع عليها بشكل إيجابي، عبر إرسال برقيات شكر لتلك الصحف، ودعوتها إلى فتح صفحة جديدة مع الأقلية المسلمة" المقدر عددها بنحو 200 ألف مسلم من أصل حوالي خمسة ملايين نسمة. وشدد الحمدي على ضرورة "فتح قنوات مباشرة للتواصل والحوار بين المسلمين ووسائل الإعلام الدنماركية"، موضحا أن "حوار المسلمين حتى الآن مع المؤسسات الرسمية والمدنية في الدنمارك يتم عبر البوابة الأمنية، ممثلة في جهاز الاستخبارات". ونشرت الصحف الدنماركية 12 رسما مسيئا للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في 2005، ثم أعيد نشرها في العام التالي؛ ما أثار موجة احتجاجات عارمة في أنحاء العالم الإسلامي، وأصاب بالضرر العلاقات بين الدنمارك وبعض الدول الإسلامية التي أدانت بشدة نشر هذه الرسوم، مطالبة كوبنهاجن بالاعتذار، وهو ما رفضته الأخيرة.